في تطور مثير للقلق، أصدر المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر تحذيراً عاجلاً من عواصف رعدية ستضرب 18 محافظة يمنية خلال الساعات الـ24 القادمة، في حدث جوي استثنائي يغطي ثلاثة أرباع أراضي البلاد. الخبراء يحذرون من سيول قاتلة وانهيارات صخرية، بينما بدأ العد التنازلي لليلة عاصفة قد تغير وجه المنطقة.
وفقاً للنشرة الجوية الرسمية ليوم الثلاثاء، ستشهد 9 محافظات رئيسية شملت لحج وعدن والضالع وتعز وإب وذمار وريمة والحديدة وسهل تهامة أمطاراً رعدية متفاوتة الشدة، فيما تتأهب 9 محافظات أخرى لأمطار متفرقة مصحوبة بالرعد. د. فاطمة اليماني، خبيرة الأرصاد التي تعمل على مدار الساعة، تؤكد: "نواجه حالة جوية استثنائية تتطلب استعداداً فورياً من المواطنين". الأصوات المدوية للرعد والبرق الخاطف بدأت تملأ السماء، بينما تتحرك السحب الداكنة كجيش جرار يغطي الأفق.
هذه العاصفة المطرية تأتي في سياق موسم أمطار استثنائي، حيث تضافرت العوامل الجوية والجغرافية لتخلق ما يصفه الخبراء بـ"العاصفة المثالية". د. محمد الصنعاني، المتخصص في علوم المناخ، يقارن الوضع الحالي بفيضانات 2020 التي شلت الحركة لأسابيع، مضيفاً: "التوقعات الحالية تشير إلى أمطار أقوى وأوسع انتشاراً". الموقع الجغرافي الفريد لليمن، بتضاريسه المتنوعة من السهول الساحلية إلى المرتفعات الجبلية، يجعل البلاد عرضة لتقلبات جوية حادة تتطلب يقظة مستمرة.
ملايين اليمنيين يستعدون الآن لمواجهة ليلة قد تقلب موازين حياتهم، حيث تتباين ردود الأفعال بين الخوف والأمل. أحمد الحضرمي، المزارع من تعز الذي خسر محصوله الموسم الماضي، يقول بقلق: "نريد المطر لكن نخشى السيول المدمرة". في المقابل، تعبر سارة العدنية عن قلقها: "أخاف على أطفالي من طريقهم للمدرسة والشوارع قد تتحول لأنهار". كمية الأمطار المتوقعة تكفي لملء خزان مياه كل منزل ثلاث مرات، مما يخلق فرصة ذهبية لتجميع المياه وسط أزمة الشح المائي، لكنها تحمل في طياتها مخاطر انقطاع الكهرباء وتعطل حركة النقل.
المركز الوطني للأرصاد يحذر المواطنين من مخاطر السيول القاتلة والانهيارات الصخرية، خاصة في المناطق الجبلية والطرق المنحدرة، بينما يدعوهم لاستغلال هذه النعمة المائية بحكمة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل نحن مستعدون حقاً لمواجهة تحديات تغير المناخ المتزايدة؟ الساعات القادمة ستحمل الإجابة، وعلى الجميع اتخاذ احتياطاتهم والالتزام بإرشادات السلامة لتجنب كارثة محققة.