الرئيسية / مال وأعمال / حصري: السعودية تنفق 5.6 مليار ريال سراً على تعليم اليمنيين - استثمار خفي يفوق مساعدات دول كاملة!
حصري: السعودية تنفق 5.6 مليار ريال سراً على تعليم اليمنيين - استثمار خفي يفوق مساعدات دول كاملة!

حصري: السعودية تنفق 5.6 مليار ريال سراً على تعليم اليمنيين - استثمار خفي يفوق مساعدات دول كاملة!

نشر: verified icon مروان الظفاري 23 سبتمبر 2025 الساعة 01:45 مساءاً

في كشف صادم يهز أركان المفاهيم التقليدية للمساعدات الدولية، تنفق المملكة العربية السعودية 5.6 مليار ريال سنوياً في صمت مطبق على تعليم 374 ألف طفل يمني - رقم يعادل تكلفة بناء برج خليفة كاملاً كل عامين! هذا الاستثمار العملاق المخفي عن أعين العالم يفوق مساعدات دول كاملة، ويكشف لأول مرة عن أكبر عملية استثمار تعليمي صامتة في التاريخ الحديث.

الصحفي العدني المعروف عبدالرحمن أنيس، الذي حصل على تقديرات رسمية وشبه رسمية حصرية، يروي تفاصيل مذهلة: "التكلفة السنوية للطالب الواحد تبلغ 15 ألف ريال، وهذا يعني أن السعودية تستثمر ما يعادل إنشاء 15 ألف فصل دراسي جديد سنوياً". أم محمد الحجوري، النازحة من صنعاء، تمسح دموعها قائلة: "أطفالي الثلاثة يدرسون هنا كما لو كانوا في قصر، بينما أطفال جيراننا في صنعاء يجمعون الحطب بدلاً من الكتب".

هذا الاستثمار الصامت يذكرنا ببيت الحكمة في بغداد، عندما كان العلم يتجاوز الحدود والجنسيات. لكن الفرق أن ما يحدث اليوم أكبر وأعمق، حيث تستوعب المدارس السعودية عدداً من الطلاب اليمنيين يعادل سكان مدينة الطائف بأكملها! د. سالم المقطري، أستاذ التربية المقارنة، يؤكد: "هذا ليس مجرد دعم، بل استثمار استراتيجي في السلام والمستقبل، فكل طالب اليوم هو قائد غداً".

في الفصول الدراسية تختلط ضحكات الأطفال اليمنيين بزملائهم السعوديين، بينما تحمل حقائبهم أحلاماً بإعادة بناء وطن مدمر. أحمد السالمي، الذي تخرج من جامعة الملك سعود ليصبح مهندساً ناجحاً، يقول: "تعلمت هنا أن العلم لا وطن له، والآن أحلم بالعودة لأبني جسوراً في اليمن بدلاً من الخنادق". هذا الجيل المتعلم سيحمل في عقوله خبرات عالمية وفي قلوبه انتماءً يمنياً، مزيج قد يصنع المعجزة في إعادة الإعمار.

لكن الأرقام تحمل تحذيراً خفياً: ماذا لو توقف هذا الدعم غداً؟ 374 ألف طالب قد يفقدون مستقبلهم بقرار واحد. فاطمة العبسي، المعلمة اليمنية، تهمس بقلق: "أطفالنا متجذرون هنا تعليمياً، لكنهم يحلمون بالعودة إلى وطن لم يعودوا يعرفونه". هذا الاستثمار الصامت يطرح سؤالاً محورياً: كم من الاستثمارات الخفية الأخرى تحدث في صمت؟ وهل سيعترف العالم يوماً بأن التعليم أقوى من الأسلحة في بناء المستقبل؟

شارك الخبر