الرئيسية / مال وأعمال / كارثة: الريال اليمني ينهار 49% رغم ضخ ملايين الدولارات... البنك المركزي عاجز!
كارثة: الريال اليمني ينهار 49% رغم ضخ ملايين الدولارات... البنك المركزي عاجز!

كارثة: الريال اليمني ينهار 49% رغم ضخ ملايين الدولارات... البنك المركزي عاجز!

نشر: verified icon مروان الظفاري 22 سبتمبر 2025 الساعة 12:05 صباحاً

في انهيار مدوي هز أركان الاقتصاد اليمني، تراجع الريال اليمني بنسبة صادمة بلغت 49% خلال عام واحد فقط، محطماً كل التوقعات ومتجاهلاً محاولات البنك المركزي اليائسة لإنقاذه عبر ضخ عشرات الملايين من الدولارات. هذا الانهيار الذي حوّل الدولار من 1850 إلى 2750 ريال يمني يضع ملايين اليمنيين أمام كارثة اقتصادية حقيقية، بينما يقف البنك المركزي عاجزاً تماماً أمام إعصار يبتلع كل ما في طريقه.

المفارقة الصارخة تكمن في استمرار هذا النزيف رغم المزادات المتكررة التي ينظمها البنك المركزي، حيث فشل المزاد الأخير في بيع سوى 41% من المبلغ المعروض، في مؤشر واضح على فقدان الثقة الكاملة في هذه الآلية. أحمد محمد، موظف حكومي من تعز، يصف مأساته بكلمات مفعمة بالألم: "راتبي الذي كان يساوي 300 دولار العام الماضي، لم يعد يتجاوز 150 دولار اليوم بنفس المبلغ بالريال، كأنني أشاهد مدخرات عمري تذوب كقطعة ثلج تحت شمس الصحراء الحارقة."

الدكتور محمد علي قحطان، أستاذ الاقتصاد بجامعة تعز، كان قد حذّر مراراً من هذا المصير المحتوم، موضحاً أن سياسة المزادات التي أوصى بها خبراء البنك الدولي فشلت فشلاً ذريعاً بسبب عدم ملاءمتها لظروف الحرب الاستثنائية. هجمات الحوثيين على موانئ تصدير النفط منذ 2022 قطعت شريان الحياة الاقتصادي الرئيسي، تاركة البلاد تعتمد على استيراد 90% من احتياجاتها بعملة تنهار يومياً، في مشهد يذكرنا بانهيار الليرة التركية عام 2018 لكن بوتيرة أسرع وأشد قسوة.

فاطمة علي، ربة منزل من صنعاء، تجسد معاناة ملايين اليمنيين: "أسعار كل شيء ترتفع يومياً، والراتب يذوب أمام أعيننا، لا نعرف كيف سنطعم أطفالنا غداً." بينما تزداد الطوابير أمام الصرافات طولاً، وتتطاير الأوراق النقدية المهترئة كأوراق الخريف الذابل، يحقق المضاربون في السوق السوداء أرباحاً طائلة من هذه الفوضى المدمرة. الوضع وصل إلى نقطة حرجة حيث باتت كل محاولة لإنقاذ العملة تبدو كمحاولة إطفاء حريق هائل بكوب من الماء.

الخبراء يتفقون على حقيقة مرعبة: المزادات تحولت من أداة إنقاذ إلى مجرد وسيلة لجمع السيولة لتغطية الرواتب، بينما الاقتصاد اليمني ينحدر نحو هاوية قد لا يخرج منها أبداً. السيناريو الأكثر احتمالاً يشير إلى وصول سعر الدولار إلى 4000 ريال نهاية العام، ما يعني أن الأسوأ لم يأت بعد. السؤال الذي يؤرق كل يمني اليوم: هل سنشهد النهاية الكاملة للريال اليمني كما عرفناه؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة الحاسمة.

شارك الخبر