مفاجأة مدوية في كرة القدم تحققت هذا الشهر، حيث صنع منتخب اليمن التاريخ وصدَم الجميع بقرار الفيفا الذي لم يتوقعه أحد! ففي ظل حرب مدمرة تدخل عامها العاشر، تمكن المنتخب اليمني من إحراز تقدم مذهل بمركزين في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ليحتل المرتبة 154 عالمياً من أصل 211 منتخباً. هذا الإنجاز يعكس إرادة اليمنيين الصامدة وروحهم التي لا تقهر، ويعتبر علامة فارقة في تاريخ الرياضة اليمنية.
قال كابتن المنتخب محمد اليمني: "هذا إنجاز للشعب اليمني الصامد"، فيما غمرت فرحة الجماهير الشوارع، حيث أطلقت الألعاب النارية وعلت الصيحات احتفالاً بهذا الإنجاز غير المتوقع. التاريخ الرياضي لليمن شهد صعوبات كبيرة، فقد ظل منتخب البلاد يواجه تحديات مستمرة بسبب الحرب والصراعات، لكن هذا التقدم يمثل بمثابة زهرة نادرة تنمو وسط الأنقاض، تماماً كما شهدنا مع اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وفق خبراء الرياضة.
امتد أثر الإنجاز من الجانب الرياضي إلى النفسي، إذ منح اليمنيين شعوراً نادراً بالفخر والأمل وسط معاناتهم اليومية. وأضافت هذه اللحظات المبهجة من المباريات القليلة جرعة قوية من التفاؤل بمستقبل أفضل، كما حفزت الجماهير على دعم المنتخبات الرياضية لتحقيق إنجازات أكبر في المستقبل. وبين التفاعل الحماسي للجماهير والآراء المتحفظة لبعض الخبراء، تبرز الحاجة لاستثمار هذا الزخم للحفاظ على تقدم المنتخب.
في النهاية، يعكس هذا التحسن أن اليمن قادر على تحقيق إنجازات أكبر إذا توفرت له الموارد والدعم الداخلي اللازم. لكن يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن المنتخب اليمني من مواصلة هذه الانطلاقة التاريخية، أم أن التحديات القادمة ستعيد الأمور إلى الوراء؟ المستقبل مفتوح أمام المنتخب لتحقيق ما كان يُعتبر يوماً مستحيلاً، وها هو يثبت أن الإرادة تصنع المعجزات.