الرئيسية / مال وأعمال / كارثة اقتصادية: أسعار الطعام في عدن ترتفع 300% خلال أيام... العائلات تستغيث!
كارثة اقتصادية: أسعار الطعام في عدن ترتفع 300% خلال أيام... العائلات تستغيث!

كارثة اقتصادية: أسعار الطعام في عدن ترتفع 300% خلال أيام... العائلات تستغيث!

نشر: verified icon مروان الظفاري 11 ديسمبر 2025 الساعة 09:15 مساءاً

في مشهد يحبس الأنفاس ويصدم الضمير، شهدت أسواق عدن انهياراً اقتصادياً مروعاً خلال أيام قليلة، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 300% في ضربة قاصمة لم تشهدها المدينة منذ عقود. راتب الموظف اليمني اليوم لا يكفي لشراء سوى 3 أرغفة خبز، بينما تتسارع الأحداث نحو كارثة إنسانية قد تجعل الملايين يواجهون شبح المجاعة خلال الأسبوع القادم.

أم محمد، الموظفة الحكومية التي تقف عاجزة أمام أحد المتاجر، تروي مأساتها بصوت مختنق: "راتبي الشهري كاملاً لا يكفي لشراء احتياجات أسبوع واحد لأطفالي الثلاثة." المشهد المؤلم يتكرر في كل حي وشارع، حيث تحولت عملية التسوق من روتين يومي إلى مهمة مستحيلة. كيلو الأرز الذي كان ثمنه 500 ريال أصبح 2000 ريال خلال ليلة واحدة، في حين أن علي المواطن يخبرنا كيف أصبح يشتري الخضار بالحبة الواحدة بدلاً من الكيلوجرام، والطوابير الطويلة أمام المخابز تشهد على حجم الكارثة التي تعصف بالمدينة.

الأزمة لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة تراكم سنوات من الحرب والدمار الذي ضرب الاقتصاد اليمني في مقتل. انهيار الريال اليمني الذي فقد أكثر من 80% من قيمته مثل قنبلة موقوتة انفجرت في وجه المواطنين، بينما توقف الإنتاج المحلي وازداد الاعتماد على الاستيراد. الدكتور عبدالله، الخبير الاقتصادي، يحذر بنبرة قلقة: "نحن أمام انهيار اقتصادي شامل يشبه ما حدث في ألمانيا عام 1920، حين كان المواطنون يحملون أكياس النقود لشراء رغيف خبز واحد." التجار استغلوا الوضع بلا رحمة، فبينما تتضاعف معاناة الناس، تتضاعف أرباحهم بطريقة فاضحة.

التأثير المدمر لهذه الأزمة يتجاوز مجرد ارتفاع الأسعار ليصل إلى صميم الحياة اليومية لكل أسرة يمنية. أكثر من 75% من الأسر باتت تتناول وجبة واحدة فقط يومياً، والأطفال يذهبون إلى المدارس بلا إفطار في مشهد يقطع القلب. أصوات الشكوى والتذمر تملأ الأسواق، وعربات التسوق شبه الفارغة تحكي قصص الإحباط واليأس. الخبراء يتوقعون تفاقم الوضع خلال الأسابيع القادمة ما لم تتدخل السلطات بإجراءات عاجلة وحاسمة، وإلا فإن المدينة قد تشهد اضطرابات اجتماعية لا يمكن السيطرة عليها. المواطنون والمراقبون الاقتصاديون يطالبون الحكومة بالتحرك الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

عدن تقف اليوم على مفترق طرق خطير بين الانهيار الكامل والبحث عن حلول جذرية قبل فوات الأوان. الخيارات أمام السلطات محدودة والوقت ينفد بسرعة البرق، والشعب ينتظر معجزة تنقذه من هذا الكابوس المرعب. هل ستتمكن عدن من تجاوز هذه المحنة القاسية، أم أنها ستغرق في دوامة الانهيار الاقتصادي الذي لا رحمة فيه؟

شارك الخبر