8,000 ريال يمني - هذا ما يدفعه اليمني اليوم لشراء كيلو واحد من السمك! في بلد محاط بأطول سواحل في الجزيرة العربية، أصبح السمك ترفاً لا يقدر عليه 70% من السكان. كل يوم تأخير في الحل يعني المزيد من الأسر بلا وجبة بروتين أساسية.
تشهد أسواق عدن ارتفاعاً حاداً في أسعار سمك الثمد مما يضع البروتين خارج متناول معظم الأسر. وقد بلغ سعر الكيلو الصغير 6,000 ريال، بينما الكيلو الكبير 8,000 ريال بارتفاع يصل إلى 33% بين الحجمين. "لم نعد نقدر على شراء السمك لأطفالنا"، تقول أم محمد، بينما يحذر د. سالم الاقتصادي: "الوضع كارثي ويحتاج تدخل فوري". أسر بأكملها تحرم من البروتين الأساسي، وأطفال يسألون عن طعم السمك الذي نسوه.
هذا الارتفاع يأتي في ظل تراجع مستمر في الإنتاج السمكي بسبب الحرب وتوقف أنشطة الصيد. قلة المعروض وارتفاع تكاليف الصيد وتراجع قيمة الريال اليمني هي الأسباب المباشرة. كما أن الوضع يذكرنا بأزمة الغذاء العالمية عام 2008 ولكن الطابع الآن محلي وأكثر خطورة. الخبراء يحذرون من انهيار منظومة الأمن الغذائي إذا لم تتدخل السلطات بشكل فوري.
التغيير في عادات الأكل أصبح ضرورة، حيث ارتفع التوتر الأسري وبدأ البحث عن بدائل. من المتوقع تدهور الصحة العامة وموت صناعة الصيد وهجرة الصيادين. في ظل غضب المستهلكين وقلق التجار وصمت حكومي مريب، يظهر التحذير من ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ القطاع وحماية الأمن الغذائي.
الأسعار القياسية تحرم الأسر وتنهار معها صناعة الصيد في اليمن. النظرة للمستقبل تحمل خيارات صعبة بين التدخل الحكومي أو كارثة غذائية. على السلطات التحرك فوراً قبل أن يصبح السمك مجرد ذكرى في موائد اليمنيين. كم من الوقت تبقى قبل أن نرى أطفالاً يسألون: ما هو طعم السمك؟
