99% من الخدمات الحكومية الإستونية رقمية - والسعودية تريد هذا السر! في قفزة تاريخية قد تعيد تشكيل وجه التحالفات التقنية، اجتمع اليوم وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل بن فاضل الإبراهيم مع نظيره الإستوني مارجوس تساكنا في لقاء يحمل بين ثناياه وعوداً بتحولات جذرية في التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين. فالدولة البلطيقية الصغيرة التي تفوقت عالمياً في التحول الرقمي قد تصبح شريكاً رئيسياً في رسم مستقبل التقنية في المملكة.
خلال الاجتماع الثنائي الذي شهد تبادل الآمال والرؤى الاستراتيجية، أكد فيصل بن فاضل الإبراهيم أن اللقاء يمثل نقلة نوعية في استراتيجية التنويع الاقتصادي، حيث أظهرت إستونيا قدراتها في مجال التكنولوجيا المالية. وعلى الرغم من أن عدد سكان إستونيا بالكاد يقارن بمدينة كبيرة في المملكة، إلا أنها تصدرت قوائم الابتكار بفضل نجاحها في تأسيس 10 شركات "يونيكورن" لكل مليون نسمة.
إستونيا معروفة عالمياً بتفوقها في المجالات الرقمية، ويأتي ذلك نتيجة لتوجه دولة صغيرة تصبح رائدة في الابتكار الرقمي. ويبدو أن السعودية تدرك جيداً أن النموذج الإستوني يمكن أن يصبح الحليف الأمثل في مساعيها لتعزيز رؤيتها 2030. فبعد شراكات ناجحة مع قوى آسيوية كاليابان وكوريا، تتوجه المملكة نحو أوروبا الشمالية بحثاً عن شركاء جدد، مدفوعة برؤية حديثة توجب التحول السريع نحو الاقتصاد الرقمي.
مع تطورات هذه الشراكة المتوقعة، يتطلع المواطن السعودي إلى ترسية أسس حياة رقمية تحاكي تلك المشهدية الحديثة في إستونيا، حيث يُحتمل أن تُحدث هذه المشاريع تحولات عميقة في الخدمات اليومية. ومع تحذيرات تلمح لفرصة لا تتكرر للنمو الرقمي، يكمن التحدي الحقيقي في ملاحقة الركب وتنمية المهارات اللازمة للبقاء في صدارة التحول، بينما لا يزال الوقت سانحاً للاستفادة من الفرص المتاحة.
لقاء اليوم ليس مجرد مجاملة دبلوماسية، بل بداية مرحلة جديدة من الشراكات الاستراتيجية التي قد تعيد تعريف مفهوم الحكومة الذكية في المملكة. ومع التطورات المنتظرة في الأشهر القليلة القادمة، يبقى السؤال: هل ستكون من الركب الأول لهذا التحول، أم ستنتظر حتى يفوت الأوان؟
