الرئيسية / شؤون محلية / من رفض 11 سيارة إلى بطل تحمّل الحروق لإنقاذ الآخرين: كيف كافأت السعودية مواطنيها الأبطال بمليون ريال ووسام الملك؟
من رفض 11 سيارة إلى بطل تحمّل الحروق لإنقاذ الآخرين: كيف كافأت السعودية مواطنيها الأبطال بمليون ريال ووسام الملك؟

من رفض 11 سيارة إلى بطل تحمّل الحروق لإنقاذ الآخرين: كيف كافأت السعودية مواطنيها الأبطال بمليون ريال ووسام الملك؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 06 سبتمبر 2025 الساعة 10:25 صباحاً

خرج البطل السعودي ماهر فهد الدلبحي من مدينة الملك سعود الطبية بالرياض محمولاً على أكتاف الفخر والاعتزاز، بعد رحلة علاج استمرت لأسابيع من الحروق الشديدة التي تعرض لها أثناء إنقاذه محطة وقود في الدوادمي من انفجار محقق. وفي مشهد يجسد تقدير المملكة لأبنائها الأبطال، استقبل الدلبحي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى ومكافأة مالية بقيمة مليون ريال، في خطوة تعكس القيم النبيلة التي تحتضنها القيادة السعودية تجاه المواطنين المضحين.

تمكن هذا البطل الاستثنائي من منع كارثة إنسانية ومادية هائلة في منتصف أغسطس الماضي، عندما اشتعلت النيران في شاحنة محملة بالتبن داخل محطة وقود بمركز الجمش في محافظة الدوادمي. وبينما فرّ سائق الشاحنة من المكان خوفاً من الانفجار، لم يتردد الدلبحي لحظة واحدة في اتخاذ قرار حاسم غيّر مجرى الأحداث تماماً.

بطل الدوادمي ماهر الدلبحي يغادر المستشفى

أدرك ماهر الدلبحي حجم الكارثة التي ستحل بالمنطقة إذا امتدت النيران إلى خزانات الوقود، فاقتحم المشهد المرعب وصعد إلى الشاحنة المشتعلة دون أي اعتبار لسلامته الشخصية. قاد المركبة المحترقة لمسافة آمنة بعيداً عن المحطة، متحملاً حرارة النيران اللاهبة التي التهمت أجزاء من جسده ووجهه.

دفع هذا البطل ثمناً باهظاً مقابل تضحيته النبيلة، حيث أصيب بحروق من الدرجة الثالثة في الوجه والرأس والأطراف. نُقل فوراً إلى مدينة الملك سعود الطبية بالرياض، حيث تلقى رعاية طبية متخصصة ومكثفة على مدار أسابيع طويلة حتى تماثل للشفاء واستقرت حالته الصحية بشكل كامل. ورغم شدة الإصابات المؤلمة التي تعرض لها، أظهر روحاً متسامحة ومتفائلة طوال فترة علاجه، مشكراً جميع من دعموه ووقفوا إلى جانبه.

تفاعل المجتمع السعودي بقوة استثنائية مع قصة البطل، حيث تصدر اسم "ماهر الدلبحي" قوائم الترند على منصات التواصل الاجتماعي، وأطلق عليه المغردون لقب "بطل الدوادمي". تناقل السعوديون قصته كنموذج مشرف للشجاعة والإقدام، مطالبين بتكريمه رسمياً تقديراً لتضحيته الجسيمة في سبيل حماية الأرواح والممتلكات.

لم تتأخر الاستجابة الرسمية طويلاً، فجاء التكريم سريعاً ومناسباً لحجم العمل البطولي المتميز. منحت القيادة السعودية الدلبحي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وهو من أرفع الأوسمة في المملكة والذي يُمنح للشخصيات التي تقدم خدمات جليلة للوطن. إضافة إلى ذلك، حصل على مكافأة مالية قدرها مليون ريال، في إشارة واضحة لتقدير الدولة العميق للمواطنين الذين يضحون بأنفسهم لحماية الآخرين وخدمة المجتمع.

في المقابل، تبرز قصة أخرى مماثلة للبطولة والإيثار، حيث يروي مانع بن ناصر، الملقب بـ"الرجل الذهبي"، كيف أنقذ 21 شخصاً من سيول جدة المدمرة، وكيف رفض مكافآت عديدة تقديراً لعمله البطولي. أكد هذا البطل أنه رفض تسع قطع أراضٍ وإحدى عشرة سيارة كهدايا مقابل إنجازه في إنقاذ الأرواح، مشيراً إلى أن عمله الإنساني لم يكن بهدف الحصول على مكافآت مادية.

تمثل هاتان القصتان الملهمتان درساً خالداً في معنى المسؤولية المجتمعية والشجاعة الشخصية الحقيقية. في عالم يشهد أحياناً تراجعاً في القيم النبيلة، يبرز أبطال حقيقيون مثل الدلبحي وبن ناصر ليذكرونا بأن روح التضحية والإيثار ما زالت حية ونابضة في قلوب أبناء هذا الوطن الكريم. مواقفهما لم تكن مجرد ردود أفعال عفوية، بل تجسيد حقيقي لقيم الرجولة والمروءة والشهامة التي تربت عليها أجيال متعاقبة من السعوديين الشرفاء.

شارك الخبر