الرئيسية / شؤون محلية / الفروق التي لا تعرفها: كيف تتغير مواقيت الصلاة بين مدن محافظة الغربية المتجاورة؟
الفروق التي لا تعرفها: كيف تتغير مواقيت الصلاة بين مدن محافظة الغربية المتجاورة؟

الفروق التي لا تعرفها: كيف تتغير مواقيت الصلاة بين مدن محافظة الغربية المتجاورة؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 05 سبتمبر 2025 الساعة 08:40 مساءاً

تشهد مدن محافظة الغربية فروقاً زمنية متفاوتة في مواقيت الصلاة رغم تقاربها الجغرافي، حيث تكشف الجداول الصادرة عن الهيئة العامة للمساحة المصرية عن اختلافات دقيقة تتراوح بين ثوانٍ قليلة ودقائق معدودة بين المراكز المختلفة. هذه الفروق التي قد تبدو طفيفة للوهلة الأولى تحمل دلالات علمية مهمة ترتبط بالموقع الجغرافي الدقيق لكل مدينة.

يظهر التباين الأوضح في توقيت أذان الظهر، حيث يرفع في طنطا عاصمة المحافظة عند الساعة 12:54 ظهراً، بينما يتأخر في المحلة الكبرى إلى 12:55 ظهراً، ويأتي مبكراً في زفتى عند 12:53 ظهراً. أما في السنطة فيحافظ على نفس توقيت طنطا، في حين تشهد مدن كفر الزيات وقطور وبسيون تأخيراً طفيفاً إلى 12:56 ظهراً، وتسجل سمنود أكبر تأخير نسبي عند 12:57 ظهراً.

إنفوجراف مواقيت الصلاة اليوم في مصر

تفسر الجداول الصادرة هذا التفاوت بالاختلاف في خطوط الطول والعرض الخاصة بكل موقع، حيث تؤثر هذه المعطيات الجغرافية بشكل مباشر على زاوية وصول أشعة الشمس وبالتالي على تحديد اللحظة الدقيقة لزوال الشمس عن كبد السماء. هذا التنوع يعكس مدى الدقة العلمية التي تتبعها الهيئة في حساباتها الفلكية لضمان صحة التوقيتات الشرعية.

وتمتد هذه الفروق إلى باقي الصلوات أيضاً، وإن كانت بدرجات أقل وضوحاً. فصلاة الفجر تشهد تبايناً محدوداً يقارب الدقيقة الواحدة بين أقصى شرق المحافظة وأقصى غربها، بينما تحافظ صلاتا المغرب والعشاء على فروق مماثلة تعكس نفس النمط الجغرافي للاختلافات.

إنفوجراف مواقيت الصلاة اليوم في مصر 2

تشير البيانات إلى أن هذه الفروق ليست ثابتة طوال العام، بل تتغير تدريجياً مع حركة الشمس الظاهرية في السماء. خلال شهر سبتمبر الجاري، تشهد المواقيت تراجعاً تدريجياً يقدر بدقيقة تقريباً كل عدة أيام، وهو ما يعكس ميل الشمس التدريجي مع اقتراب دخول فصل الخريف.

تعتمد منهجية الحساب على ظواهر طبيعية دقيقة محددة شرعياً، حيث يبدأ أذان الفجر مع ظهور الخيط الأبيض الصادق في الأفق الشرقي، ويحين الشروق عند اكتمال طلوع قرص الشمس. يدخل وقت الظهر بزوال الشمس عن كبد السماء مائلة للغرب، بينما يحل العصر عندما يصبح ظل الشيء مساوياً لطوله.

تلعب عوامل جغرافية دقيقة دوراً في تحديد هذه الفروق، منها ارتفاع المنطقة عن سطح البحر، وموقعها بالنسبة لخط جرينتش، إضافة إلى العوامل الجوية المحلية التي قد تؤثر على رؤية الأفق. هذه المتغيرات مجتمعة تفسر سبب وجود فروق زمنية حتى بين القرى المتجاورة داخل نفس المركز.

إنفوجراف مواقيت الصلاة اليوم في مصر 3

يحرص المسؤولون في الهيئة العامة للمساحة على تحديث الجداول بشكل دوري ليواكب التغيرات الفلكية الطبيعية، مما يضمن للمصلين في جميع أنحاء المحافظة أداء عباداتهم في التوقيت الشرعي الصحيح. هذا الاهتمام بالدقة يمتد ليشمل جميع محافظات الجمهورية، حيث تصدر جداول مفصلة لكل منطقة تراعي خصوصيتها الجغرافية.

تستمر هذه الفروق في التطور تدريجياً مع تقدم أيام سبتمبر، حيث ستنتقل مواقيت الظهر من 12:54 ظهراً في طنطا إلى 12:53 ظهراً بدءاً من السبت المقبل، وتواصل تراجعها لتصل إلى 12:50 ظهراً مع حلول منتصف الشهر. هذا التغيير التدريجي يعكس حركة الأرض حول الشمس والتغير المستمر في زاوية سقوط أشعة الشمس على المنطقة.

توفر مواقيت الصلاة الرسمية مرجعاً موثوقاً للمواطنين في جميع مدن وقرى الغربية، مما يساعدهم على تنظيم أوقاتهم اليومية وأداء عباداتهم بيسر ودقة. هذه الخدمة تمثل جسراً بين العلم الحديث والشريعة الإسلامية، حيث تستخدم أحدث التقنيات الفلكية لضمان الالتزام بالأحكام الشرعية في تحديد أوقات الصلاة.

شارك الخبر