اتخذ الأمير محمد بن سلمان خطوة استراتيجية مهمة لترسيخ مكانة السعودية كقوة عالمية في قطاع الرياضات الإلكترونية، حيث وافق مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية على تشكيل مجلس أمناء مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية لمدة ثلاث سنوات برئاسة ولي العهد، مما يعكس الاهتمام الملكي المباشر بهذا القطاع الواعد وطموحات المملكة لقيادة الثورة الرقمية في مجال الألعاب عالمياً.
تولي الأمير محمد بن سلمان شخصياً رئاسة هذا المجلس يرسل رسالة واضحة للعالم حول الأولوية الاستراتيجية التي تحظى بها الرياضات الإلكترونية ضمن رؤية 2030، خاصة وأن هذا القطاع يشهد نمواً متسارعاً ويمثل صناعة تقدر بمليارات الدولارات عالمياً. القرار يأتي في إطار الجهود المتواصلة لتحويل المملكة إلى مركز جذب للمواهب العالمية والاستثمارات الضخمة في مجال التكنولوجيا والألعاب الرقمية.
مدة السنوات الثلاث المحددة لمجلس الأمناء تتيح فترة زمنية كافية لوضع استراتيجية شاملة وتنفيذ مشاريع طموحة تعزز من موقع السعودية كعاصمة عالمية للرياضات الإلكترونية. هذا التوجه يتماشى مع النجاحات السابقة للمملكة في استضافة بطولات عالمية ضخمة مثل "Gamers8" في الرياض، والتي أثبتت قدرة السعودية على تنظيم فعاليات عالمية بمستوى يضاهي أكبر الأحداث الدولية.
يتوقع أن يركز مجلس الأمناء تحت قيادة ولي العهد على عدة محاور رئيسية تشمل تطوير البنية التحتية التقنية اللازمة لاستضافة البطولات الكبرى، وإنشاء برامج لتدريب وتأهيل المواهب السعودية الشابة للمنافسة عالمياً، وجذب الشركات العالمية الرائدة في صناعة الألعاب للاستثمار في السوق السعودية. كما سيعمل المجلس على وضع اللوائح والسياسات التي تنظم هذا القطاع وتضمن استدامة نموه.
الطموح السعودي في الرياضات الإلكترونية لا يقتصر على الجانب الترفيهي فحسب، بل يمتد ليشمل خلق فرص عمل جديدة للشباب وتنويع مصادر الدخل الوطني. القطاع يوفر فرصاً واسعة في مجالات التطوير، التسويق، الإنتاج، والبث المباشر، مما يجعله رافداً مهماً للاقتصاد الرقمي السعودي ومساهماً فعالاً في تحقيق أهداف رؤية 2030.
تشكيل هذا المجلس يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية اهتماماً متزايداً بالرياضات الإلكترونية، حيث تتنافس دول المنطقة على استقطاب الأحداث الكبرى والمواهب العالمية. إلا أن السعودية تمتلك ميزات تنافسية واضحة من خلال الدعم الحكومي المباشر، والاستثمارات الضخمة، والرؤية الواضحة التي تضعها في موقع متقدم لقيادة هذا القطاع إقليمياً وعالمياً.
النجاحات السابقة للمملكة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، سواء التقليدية أو الإلكترونية، تعطي ثقة كبيرة في قدرتها على تحقيق الأهداف الطموحة المرسومة لهذا القطاع. الخبرة المتراكمة في إدارة الفعاليات الضخمة وتوفير البنية التحتية المتطورة تشكل أساساً قوياً لبناء منظومة متكاملة للرياضات الإلكترونية تلبي المعايير العالمية وتتفوق عليها.
القرار يعكس أيضاً فهماً عميقاً لأهمية الشباب في التحول الرقمي، حيث يمثل هذا القطاع منصة مثالية لإطلاق إبداعات الجيل الجديد وتوجيه طاقاتهم نحو مجالات إنتاجية واعدة. الاستثمار في الرياضات الإلكترونية هو استثمار في مستقبل الشباب السعودي وقدراتهم على المنافسة في الاقتصاد الرقمي العالمي، مما يعزز من فرصهم في الحصول على وظائف المستقبل والمساهمة في بناء اقتصاد معرفي متطور.
تزامن هذا القرار مع موافقة مجلس الوزراء على مجموعة متنوعة من القرارات الأخرى تؤكد على شمولية الرؤية التنموية السعودية، حيث تم إقرار الوثيقة المحدّثة للاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر، مما يظهر التوازن بين التطوير التقني والحفاظ على البيئة. هذا التنوع في القرارات يعكس النهج المتكامل الذي تتبناه القيادة السعودية في بناء مستقبل مستدام يجمع بين التقدم التقني والمسؤولية البيئية والاجتماعية.