الرئيسية / شؤون محلية / دراسة: السكر أخطر من الكوليسترول على قلبك.. حصة واحدة ترفع المخاطر 18%
دراسة: السكر أخطر من الكوليسترول على قلبك.. حصة واحدة ترفع المخاطر 18%

دراسة: السكر أخطر من الكوليسترول على قلبك.. حصة واحدة ترفع المخاطر 18%

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 04 سبتمبر 2025 الساعة 11:40 صباحاً

كشفت دراسة طبية حديثة أن السكر المضاف في المشروبات والأطعمة المصنعة يشكل تهديداً أكبر لصحة القلب من الكوليسترول، حيث يمكن لحصة واحدة يومياً فقط من السكر أن ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 18%. وبحسب الدكتور دميتري يارانوف طبيب القلب، فإن زيادة الاستهلاك إلى حصتين أو أكثر ترفع هذه النسبة إلى 21%، مما يضع السكر في مقدمة المكونات الغذائية الخطيرة على صحة القلب والأوعية الدموية.

تؤكد الأبحاث أن السكر الخفي الموجود في الوجبات الخفيفة والصلصات والأطعمة المعلبة يسهم في الالتهابات وارتفاع ضغط الدم واضطرابات التحكم في مستوى الجلوكوز والسمنة. على عكس الكوليسترول الذي يؤثر بشكل رئيسي على جدران الشرايين، يلحق السكر الضرر بالقلب عبر مسارات متعددة تشمل تعزيز الالتهاب الجهازي وإضعاف جدران الأوعية الدموية وتحفيز الإجهاد التأكسدي.

تشير الدراسات إلى أن تناول السكر حتى مع كميات معتدلة يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بغض النظر عن مستويات النشاط البدني أو وزن الجسم. ويرتبط تناول كميات كبيرة من السكر بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 17%، وزيادة خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي بنسبة 23%، بينما يرتفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 9%. هذه الإحصائيات تضع السكر في قائمة المخاطر الغذائية الأولى للقلب، متفوقاً على التأثيرات المباشرة للكوليسترول.

يؤثر السكر على القلب والتمثيل الغذائي من خلال آليات مدمرة متعددة تتجاوز السعرات الحرارية وزيادة الوزن. حيث يؤدي تناول السكر المزمن إلى تنشيط المسارات الالتهابية التي تتلف الأوعية الدموية وتسرع تصلب الشرايين، كما يحدث تغيرات هرمونية تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مما يزيد من عبء عمل القلب.

كذلك يؤدي تناول كميات كبيرة من السكر إلى رفع مستويات الكوليسترول الضار مع خفض مستويات الكوليسترول الجيد، مما يعزز تراكم اللويحات في الشرايين. والأخطر من ذلك أن الإفراط في تناول السكر يؤدي إلى مقاومة الأنسولين، مما يجبر البنكرياس على الإفراط في إنتاج الأنسولين ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. هذه التأثيرات مجتمعة تخلق عبئاً مزدوجاً على كل من القلب والبنكرياس، مما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي على المدى الطويل.

تظهر دراسات أجريت عام 2025 العواقب العالمية المدمرة للإفراط في استهلاك السكر، حيث يرتبط السكر بأكثر من مليون حالة جديدة من أمراض القلب و2.2 مليون حالة جديدة من داء السكري من النوع الثاني سنوياً. ووجدت دراسة أجرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية للطب الباطني أن الأفراد الذين يستهلكون 25% أو أكثر من السعرات الحرارية من السكر لديهم خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بأكثر من الضعف مقارنة بمن يستهلكون أقل من 10%.

تقدم جمعية القلب الأمريكية إرشادات يومية محددة حول تناول السكر لتقليل المخاطر، حيث توصي بألا يتجاوز استهلاك النساء 6 ملاعق صغيرة يومياً بما يعادل 100 سعرة حرارية، بينما يُسمح للرجال بـ 9 ملاعق صغيرة يومياً بما يعادل 150 سعرة حرارية. ويحذر الدكتور يارانوف من أن معظم الناس يستهلكون ضعفي أو ثلاثة أضعاف هذه الكميات دون وعي، وخاصة من خلال المشروبات السكرية والأطعمة المصنعة والصلصات.

تؤكد الأبحاث أن فهم المخاطر الخفية للسكر وتعلم كيفية التحكم في استهلاكه أمر ضروري للوقاية من أمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني ودهون الكبد وغيرها من الاضطرابات الأيضية. وبينما يركز الناس في عالمنا اليوم على تناول أطعمة صحية وتجنب الحميات الغذائية عالية الكوليسترول، تبرز هذه البيانات السكر كمشكلة صحية عامة عالمية تتطلب اهتماماً فورياً وحلولاً جذرية لحماية صحة القلب والأوعية الدموية.

شارك الخبر