أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن السيول الجارفة التي ضربت اليمن منذ منتصف أبريل الماضي أودت بحياة وأصابت 170 شخصاً، وألحقت أضراراً بالغة بـ125 ألف يمني في كارثة طبيعية لم تشهدها البلاد منذ 43 عاماً.
وكشف الصحفي اليمني عبدالرحمن أنيس أن منطقة الحسوة في عدن لم تواجه سيولاً بهذا الحجم المدمر منذ عام 1982، مما دفع السكان للاستهانة بالمخاطر والبناء العشوائي في مجاري السيول.
وأوضح أنيس في تصريحات صحفية أن البناء العشوائي في مجرى السيول بمنطقة الحسوة فاقم من حجم الكارثة، حيث استغل المواطنون ضعف الدولة في فترات مختلفة وأقاموا مساكنهم في المناطق الخطرة. وأضاف أن هذه الممارسات الخاطئة تسببت في غمر منازل المواطنين بشكل كامل وتدمير أخرى جزئياً، مما أدى إلى تشرد العشرات من الأسر.
وفي محافظة شبوة، أعلنت السلطات المحلية عن وفيات ستة أشخاص في مديريات بيحان وعسيلان والطلح، إضافة إلى جرف أكثر من ثلاث سيارات وتضرر شبكات الكهرباء والطرقات والممتلكات الخاصة والأراضي الزراعية.
وشهدت محافظات عدن ومأرب ولحج وإب والحديدة وحجة وحضرموت أمطاراً غزيرة مدمرة أثرت على أجزاء واسعة من البلاد. وفي محافظة الحديدة الساحلية، لقي شابان مصرعهما غرقاً في منطقة القطيع، بينما توفي ثلاثة أطفال وأصيب والدهم إثر انهيار منزلهم في مديرية كعيدنة بسبب الأمطار الغزيرة.
وأشار المكتب الأممي إلى أن الأرقام في تزايد مستمر مع استمرار التحقق من التقارير الواردة، مؤكداً أن تأثير السيول كان مدمراً بشكل خاص على الأسر النازحة التي تعيش في ظروف محفوفة بالمخاطر، حيث فقدت الكثير من هذه العائلات مأواها وكل ما تملك.
ووجه محافظ شبوة عوض محمد بن الوزير الجهات المختصة بسرعة متابعة ورصد الأضرار الناجمة عن الأمطار والسيول في مختلف المديريات، ورفع تقارير عاجلة لاتخاذ المعالجات اللازمة، مؤكداً أن سلامة المواطنين وحماية ممتلكاتهم تأتي في صدارة الأولويات.
وتسببت السيول في توقف حركة السير عبر طريق الحديدة صنعاء وانهيارات جزئية في طرقات أخرى، كما انهارت عشرات منازل النازحين في مديرية عبس بمحافظة حجة. وفي حضرموت، توفي شاب بعدما جرفته السيول أثناء عبوره أحد الأودية في مديرية حريضة، بينما تسببت في انقلاب شاحنة في مديرية ثمود ونفوق 160 رأساً من الغنم.
ويعاني اليمن من تهالك شديد في البنية التحتية مما جعل تأثيرات السيول تعمق مأساة السكان الذين يعانون من هشاشة الخدمات الأساسية، خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد منذ سنوات طويلة.