الرئيسية / محليات / عاجل: كارثة كهرباء عدن تتفاقم - 12 ساعة ظلام مقابل ساعتين نور فقط!
عاجل: كارثة كهرباء عدن تتفاقم - 12 ساعة ظلام مقابل ساعتين نور فقط!

عاجل: كارثة كهرباء عدن تتفاقم - 12 ساعة ظلام مقابل ساعتين نور فقط!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 25 نوفمبر 2025 الساعة 03:05 صباحاً

في مشهد يحبس الأنفاس ويصدم الضمائر، تغرق مدينة عدن التاريخية في ظلام دامس لـ 12 ساعة يومياً مقابل ساعتين ضوء خاطف فقط، في أزمة كهرباء خانقة تشل حياة أكثر من 1.2 مليون إنسان يعيشون كابوساً يومياً لا ينتهي. هذا الرقم المرعب يعني أن 85.7% من اليوم يمر في عتمة تامة، في مأساة إنسانية تفوق كل التوقعات وتنذر بكارثة أكبر تلوح في الأفق.

أم محمد، ربة منزل في منطقة كريتر، تحكي معاناتها وهي تحاول يومياً حفظ حليب أطفالها الثلاثة بدون ثلاجة: "نعيش مثل أجدادنا قبل مئة عام، الأطفال يبكون من الحر والظلام، والطعام يفسد خلال ساعات." هذه المعاناة تتكرر في كل بيت بعدن، حيث تتحول الحياة اليومية إلى صراع للبقاء وسط حر خانق بدون مكيفات وظلام دامس يبتلع المدينة ليلاً ونهاراً.

الأزمة الحالية لم تأت من فراغ، بل هي نتاج تراكمات مدمرة منذ بداية الحرب في 2015. نقص الوقود المستمر، وتدهور البنية التحتية، وقلة الصيانة، كلها عوامل تضافرت لتخلق هذا الجحيم اليومي. د. سالم الحضرمي، خبير الطاقة، يحذر قائلاً: "نحن أمام انهيار كامل لشبكة الكهرباء خلال شهرين إذا لم يتم التدخل العاجل." المشهد أسوأ حتى من انقطاع الكهرباء في بيروت أثناء الحرب الأهلية، لكن هذه المرة الأزمة مستمرة بلا أفق للحل.

العائلات تنام في الشوارع هرباً من الحر الخانق داخل منازلها المظلمة، بينما تعمل المستشفيات على ضوء الشموع في مشاهد تنتمي للقرون الوسطى وليس للقرن الحادي والعشرين. فاطمة، الطالبة الجامعية، تدرس على ضوء الشموع وتشحن هاتفها في الجامعة: "حلمي أن أصبح طبيبة، لكن كيف يمكنني الدراسة في هذا الظلام؟" المحلات التجارية تغلق أبوابها، والأعمال تتوقف، في حين ينذر خبراء بـنزوح جماعي قد يشمل 80% من السكان خلال الأشهر القادمة.

وسط هذا الكابوس المرعب، تبرز بصيص أمل في صمود أهل عدن الأسطوري وروح التضامن التي تجمعهم. أحمد العامل، فني الكهرباء المتطوع، يجوب الأحياء يومياً لإصلاح الأعطال مجاناً لجيرانه. لكن السؤال الأهم يبقى: هل سيصمد هذا الصمود أمام تفاقم الأزمة؟ المجتمع الدولي مطالب اليوم قبل الغد بتحرك عاجل، قبل أن تتحول عدن العريقة إلى مدينة أشباح مهجورة إلى الأبد.

شارك الخبر