الرئيسية / شؤون محلية / تركي آل الشيخ يتدخل لإنقاذ 'شاورمر': كيف تحولت أزمة فصل موظف إلى معركة وطنية وعرض 150 وظيفة جديدة؟
تركي آل الشيخ يتدخل لإنقاذ 'شاورمر': كيف تحولت أزمة فصل موظف إلى معركة وطنية وعرض 150 وظيفة جديدة؟

تركي آل الشيخ يتدخل لإنقاذ 'شاورمر': كيف تحولت أزمة فصل موظف إلى معركة وطنية وعرض 150 وظيفة جديدة؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 02 سبتمبر 2025 الساعة 08:20 مساءاً

دفع تدخل المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية، بأزمة مطاعم "شاورمر" إلى منعطف جديد تماماً، محولاً قضية عمالية بدأت بشكوى موظف واحد إلى معركة وطنية تناقش حدود دعم العلامات التجارية المحلية وتكشف عن تعقيدات العلاقة بين السلطة والأعمال في المملكة.

تجلى تدخل آل الشيخ في تغريدة قال فيها: "أنا ما أعرف قصة شاورمر وخلفيتها وإيش الخطأ اللي حصل، لكن اللي متأكد منه أنه مو شيء صحي براند سعودي يحصل معاه كذا". هذا التصريح المفاجئ جاء في ذروة حملة المقاطعة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوليو الماضي.

بدأت القصة عندما نشر موظف سعودي مقطع فيديو يتهم فيه إدارة "شاورمر" بفصله تعسفياً وتفضيل الأجانب على السعوديين في المناصب الإدارية. ردت الشركة بأن الموظف قدم استقالته بإرادته، لكن هذا التوضيح أشعل غضباً أكبر واعتبره كثيرون "تحدياً للسعوديين". تصاعدت الأزمة أكثر بعد إعادة تداول تغريدات قديمة لمالك المطعم إياد الرشيد من عامي 2012-2013 ينتقد فيها سياسات حكومية، ما اعتبره البعض تحريضاً يستدعي المساءلة.

استجابت شاورمر للضغوط بإعلان فتح 150 وظيفة جديدة للشباب السعودي كخطوة لتهدئة الغضب ودعم سياسة السعودة. لكن حملة المقاطعة استمرت حتى تدخل آل الشيخ الذي غيّر مسار النقاش تماماً.

التدخل الرسمي رفع مستوى القضية من نزاع تجاري محدود إلى جدل وطني واسع حول ملاءمة استخدام النفوذ السياسي لحماية شركات معينة. انقسمت ردود الأفعال بين مؤيدين يرون في تدخل آل الشيخ دعماً مبرراً للاستثمار المحلي، ومعارضين يعتبرونه تحيزاً غير مبرر وتدخلاً في العدالة.

تعمق الجدل أكثر عندما قارن ناشطون بين موقف آل الشيخ من "شاورمر" وصمته تجاه مطعم "هامبرغيني" السعودي الذي أعلن إفلاسه مؤخراً بعد حملة مقاطعة قاسية إثر حادثة تسمم غذائي. هذه المقارنة أثارت تساؤلات حول معايير التدخل والدعم الرسمي للشركات المحلية.

أظهرت هذه الأزمة قوة مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام السعودي وقدرتها على التأثير على مصائر الشركات. كما كشفت عن تعقيدات التوازن بين حماية حقوق العمال وحماية الاستثمارات المحلية، وأثارت أسئلة عميقة حول حدود التدخل الرسمي في النزاعات التجارية.

يبقى السؤال المحوري: هل نجح تدخل آل الشيخ في إنقاذ "شاورمر" أم أنه حوّل أزمة محدودة إلى جدل وطني أوسع؟ الإجابة تكمن في تطورات الأيام القادمة ومدى قدرة الشركة على استعادة ثقة الجمهور واستثمار عرض الوظائف الجديدة في إعادة بناء سمعتها.

شارك الخبر