الرئيسية / شؤون محلية / بلهجة غير مسبوقة.. وزير الخارجية السعودي يصف الوضع في فلسطين بـ"أبشع درجات الإبادة" ويرفض خطة نتنياهو لغزة
بلهجة غير مسبوقة.. وزير الخارجية السعودي يصف الوضع في فلسطين بـ"أبشع درجات الإبادة" ويرفض خطة نتنياهو لغزة

بلهجة غير مسبوقة.. وزير الخارجية السعودي يصف الوضع في فلسطين بـ"أبشع درجات الإبادة" ويرفض خطة نتنياهو لغزة

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 26 أغسطس 2025 الساعة 07:20 مساءاً

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة، أن الشعب الفلسطيني يتعرض اليوم لأبشع درجات القمع والإبادة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، مستخدماً لهجة قوية غير مسبوقة في وصف الوضع الفلسطيني. وصرح الوزير السعودي بأن هذا العدوان يشكل "انتهاكاً صارخاً غير مسبوق للقانون الدولي"، مشدداً على رفض المملكة القاطع لخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسيطرة الكاملة على قطاع غزة.

انتقد الأمير فيصل بن فرحان الصمت الدولي إزاء جرائم الاحتلال، مؤكداً أن هذا الصمت "يفاقم المأساة الإنسانية كما يقوض فرص السلام والأمن في المنطقة والعالم". وحذر من أن إسرائيل لا تكتفي بسياساتها العدوانية، بل تسعى إلى فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة وتهجير سكانه، الأمر الذي اعتبره تصعيداً خطيراً يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

شهد الاجتماع الذي انعقد بناءً على طلب فلسطين وتركيا وإيران، مشاركة واسعة من وزراء خارجية الدول الأعضاء لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي المتواصل وآليات التحرك لوقف ما وصفوه بالإبادة الجماعية. ركز الاجتماع على مناقشة القرارات والخطط الإسرائيلية الرامية إلى ترسيخ الاحتلال والسيطرة الكاملة على قطاع غزة، مع التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للمنظمة.

رفض وزير الخارجية السعودي بشدة التصريحات الإسرائيلية المتعلقة بما يُسمى "رؤية إسرائيل الكبرى"، واصفاً إياها بأنها تمثل امتداداً لخطاب التطرف والتحريض والعدوان على سيادة الدول. وأكد الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيراً إلى تنامي الإجماع الدولي على دعم حل الدولتين مع تزايد عدد الدول التي اعترفت بفلسطين.

دعا الوزير السعودي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لكسر الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية دون أي عوائق، مطالباً سلطات الاحتلال بفتح جميع المعابر بشكل عاجل وكافٍ. وأكد أهمية دعم وكالة الأونروا ووكالات الأمم المتحدة العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع تقديم المساندة للسلطة الفلسطينية في جهودها الإصلاحية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

أصدر المجتمعون بياناً ختامياً حمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ترتكبها قواتها في غزة والضفة الغربية، مشددين على أن "الإبادة الجماعية والحصار المفروض على القطاع ومصادرة الأراضي وهدم المباني ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". ودان البيان الاستهداف المتعمد والمنهجي للبنية التحتية المدنية في قطاع غزة، بما في ذلك تدمير سلاسل الإمداد الغذائي ومرافق المياه والخدمات الطبية.

أعرب وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي عن دعمهم للجهود الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار الفوري والشامل التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، معتبرين ذلك مدخلاً إنسانياً أساسياً لتخفيف المعاناة وصولاً إلى إنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل. وأدانوا استمرار تعنت إسرائيل ورفضها الاستجابة لمحاولات الوسطاء للتوصل لتهدئة رغم مرور ما يقرب من عامين على العدوان.

أكد البيان الختامي أهمية تعامل المجتمع الدولي بمسؤولية إزاء ما ورد في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المعتمد من الأمم المتحدة بشأن حدوث مجاعة في قطاع غزة لأول مرة بشكل رسمي من منظمة دولية. وطالب بضرورة اتخاذ الدول إجراءات قانونية عملية فورية لإنهاء حصار الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية للمحتاجين من الشعب الفلسطيني.

رحب وزير الخارجية السعودي بما وصفه بالإجماع الدولي المتزايد على دعم حل الدولتين، مشيراً إلى أن عدد الدول التي اعترفت بفلسطين في تزايد مستمر، بما يشمل دولاً في أوروبا وأمريكا وأوقيانوسيا، وهو ما يعكس تنامي القناعة بعدالة القضية الفلسطينية. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والسياسية والإنسانية لوقف هذه السياسات، وإلزام إسرائيل بالاستجابة لمقترحات الوسطاء.

حذر وزير الخارجية السعودي في ختام كلمته من أن استمرار إسرائيل في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين والإفلات من العقاب يقوض النظام الدولي وقواعد القانون الدولي، ويدمر فرص التعاون والشرعية الدولية، ويهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم بأسره. وأكد أن الممارسات الإسرائيلية تهدد السلم، مؤكداً عزم بلاده على مواجهة هذا التهديد والاستمرار في حشد الدعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

أدان البيان الختامي بشدة المخططات الاستيطانية الإسرائيلية غير الشرعية الرامية لتغيير الوضع الجغرافي والديمغرافي في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي كان آخرها المصادقة على بناء 3400 وحدة استيطانية غير قانونية في منطقة القدس المحتلة. كما أدان جريمة اغتيال الصحافيين والإعلاميين في قطاع غزة، مؤكداً أن ذلك يشكل جريمة حرب واعتداءً على حرية الصحافة ضمن سلسلة انتهاكات إسرائيل الممنهجة ضد وسائل الإعلام والعاملين فيها في الأرض الفلسطينية المحتلة.

شارك الخبر