كشفت سلسلة من العمليات الأمنية المتزامنة التي نفذتها الأجهزة السعودية عن شبكة معقدة من التهريب الدولي، حيث نجحت 7 ضربات أمنية منسقة في إسقاط 22 مهرباً ومروجاً وضبط أكثر من 100 ألف قرص مخدر في مختلف مناطق المملكة خلال 48 ساعة.
أظهر التحليل الأمني للعمليات وجود تنسيق دولي محكم بين المهربين، حيث استهدفت الشبكة عدة نقاط حدودية متباعدة جغرافياً في محاولة لتشتيت الجهود الأمنية. شملت العمليات السبع مناطق جازان وعسير والرياض والقصيم والجوف والباحة والحدود الشمالية، مما يعكس اتساع النشاط الإجرامي المنظم.
حققت منطقة جازان النصيب الأكبر من هذه الضربات، حيث تمكنت الدوريات البرية لحرس الحدود من إحباط تهريب 410 كيلوغرامات من نبات القات عبر عمليتين منفصلتين ضد 15 مخالفاً من الجنسية اليمنية. كما نجحت نفس القوات في ضبط أكثر من 100,800 قرص من مادة الإمفيتامين المخدر في عملية دقيقة كشفت عن تطور أساليب التهريب.
في منطقة عسير، كشفت العمليات عن خط إمداد آخر للشبكة، حيث ألقت الدوريات البرية القبض على 16 مخالفاً من الجنسية الإثيوبية موزعين على قطاعي الربوعة والفرشة، بحوزتهم 243 كيلوغراماً من القات المخدر. هذا التوزيع الجغرافي يشير إلى استراتيجية متقدمة لتوزيع المخاطر بين عدة طرق.
امتدت العمليات للمدن الداخلية، حيث كشفت المديرية العامة لمكافحة المخدرات عن خلايا توزيع محلية في الرياض والقصيم تتولى ترويج مواد الحشيش والإمفيتامين إلى جانب أقراص خاضعة لتنظيم التداول الطبي. شملت العمليات أيضاً القبض على مواطن في الجوف ومقيم من الجنسية المغربية في الباحة، مما يؤكد تنوع هيكل الشبكة.
يُظهر تحليل جنسيات المقبوض عليهم تعقيد الشبكة الدولية، حيث شملت جنسيات يمنية وإثيوبية وباكستانية ومغربية إلى جانب مواطن سعودي، مما يشير إلى وجود تنسيق عابر للحدود يستغل الطرق التجارية المشروعة. هذا التنوع يعكس قدرة الشبكة على تجنيد عناصر من خلفيات متنوعة لتنفيذ عمليات التهريب والتوزيع.
أكدت الجهات الأمنية أن توقيت العمليات المتزامن لم يكن صدفة، بل نتيجة لمراقبة استخباراتية طويلة المدى تمكنت من رصد أنماط التحرك والتنسيق بين عناصر الشبكة. هذا النهج المتكامل مكّن من تحقيق ضربة شاملة تستهدف جميع مستويات الشبكة من التهريب عبر الحدود وصولاً إلى التوزيع في المدن.
تشير الكميات المضبوطة البالغة 320 كيلوغراماً من القات و100 ألف قرص مخدر إلى حجم السوق المستهدف، حيث تكفي هذه الكميات لتغذية شبكات التوزيع المحلية لفترات طويلة. التنوع في أنواع المواد المضبوطة يعكس استراتيجية تسويقية تستهدف فئات مختلفة من المتعاطين.