أعلنت عائلة القاضي الأمريكي الشهير فرانك كابريو وفاته بعد ساعات قليلة من نشره رسالة مؤثرة يطلب فيها الدعاء، لينهي بذلك مسيرة امتدت لـ38 عاماً من العدالة الإنسانية التي أكسبته لقب "القاضي الرحيم" عالمياً.
جاءت الوفاة عن عمر ناهز 88 عاماً بعد صراع شجاع مع سرطان البنكرياس، حيث نشر كابريو آخر رسائله من سرير المستشفى قائلاً: "أطلب منكم مرة أخرى أن تذكروني في صلواتكم، أنا مؤمن للغاية بقوة الدعاء وأن الله يسمعنا".
وأصدرت العائلة بياناً عبر صفحته الرسمية تؤكد فيه رحيل الرجل الذي "عُرف بتعاطفه وتواضعه وإيمانه العميق بخير الإنسان، وقد لمس حياة الملايين من خلال عمله في قاعة المحكمة وما بعدها".
شخّص كابريو بسرطان البنكرياس في نوفمبر 2023، وخاض معركة شجاعة مع المرض امتدت لأشهر طويلة من العلاج الكيميائي والإشعاعي. وفي يوليو الماضي، أعلن شفاءه بقرع "جرس التعافي" في معهد ميامي للسرطان، ونشر مقطع فيديو له وهو يؤدي تمارين الضغط قائلاً: "أنا عدت".
لكن الانتكاسة الصحية الأخيرة عصفت بالآمال، حيث عاد المرض ليقوده إلى المستشفى مجدداً، ووجه رسالته الأخيرة المؤثرة معترفاً بصعوبة اللحظة ومتمسكاً بإيمانه حتى النهاية.
ذاع صيت كابريو عالمياً من خلال برنامجه التلفزيوني "محاصر في بروفيدنس" الذي أنتجه شقيقه جو كابريو، والذي حقق أكثر من 10 مليارات مشاهدة عبر منصات التواصل الاجتماعي. خلال 38 عاماً في منصب القاضي بمحكمة بروفيدنس البلدية، جسد كابريو نموذجاً فريداً للعدالة الإنسانية، حيث كان يستمع بتعاطف لتفسيرات المخالفين ويراعي ظروفهم الاجتماعية قبل إصدار أحكامه.
جمع كابريو أكثر من 26 مليون متابع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحقق برنامجه ترشيحات لجوائز "داي تايم إيمي" أربع مرات، فيما بُث في أكثر من 200 محطة أمريكية. وفي وقت سابق من هذا العام، أصدر كتاباً بعنوان "الرحمة في المحكمة" سرد فيه قصة حياته وتأثير والديه المهاجرين الإيطاليين على شخصيته.
وأشار البيان العائلي إلى أن "روحه الدافئة وروح الدعابة والطيبة التي تحلى بها تركت أثراً لا يُمحى في قلوب كل من عرفه"، مؤكداً أن "إرثه سيبقى موجوداً في أعمال الخير التي ألهم بها الآخرين"، ودعا الجميع لـ"نشر مزيد من الرحمة في هذا العالم، تماماً كما كان يفعل كل يوم".
ولد كابريو في 23 نوفمبر 1936 بمدينة بروفيدنس في ولاية رود آيلاند لعائلة مهاجرة إيطالية، وكان دائماً ما يشير إلى تأثير والده بائع الحليب الذي "كان يوصل الحليب للزبائن العاجزين عن الدفع رغم أن ذلك لم يكن مفروضاً عليه"، معتبراً ذلك أصل إنسانيته التي ميزت مسيرته القضائية.