تستقر أسعار الذهب عالمياً عند 3331 دولاراً للأوقية، بينما تتزايد حالة الترقب في الأسواق المالية مع اقتراب موعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول، حيث يبحث المستثمرون عن إشارات واضحة من رئيس البنك المركزي الأمريكي جيروم باول حول مستقبل أسعار الفائدة.
وفي خضم هذا الترقب، تتباين توقعات المحللين حول احتمالات خفض الفائدة الأمريكية، إذ يضع السوق في الحسبان احتمال خفض بنسبة 0.25%، بينما يتوقع جزء آخر من السوق إمكانية حدوث خفض أكبر بنسبة 0.5%. هذا التباين في التوقعات يضع الذهب في موقف حساس، خاصة أن المعدن النفيس يميل للارتفاع في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

وتشير التحليلات إلى أن تصريحات متضاربة من محافظي الفيدرالي الأمريكي تعكس تعقيد المشهد الاقتصادي الحالي. فبينما دعت ميشيل بومان إلى ثلاثة تخفيضات متوقعة في الفائدة خلال العام الجاري، استناداً إلى ضعف سوق العمل، رأى جيفري شميد ضرورة التريث، مبرراً ذلك بالتأثير المحدود للرسوم الجمركية على التضخم.
من جانبه، أشار إدوارد ماير، المحلل في شركة ماريكس، إلى أن أسعار الذهب لم تتأثر كثيراً بالتطورات الجيوسياسية الأخيرة، متوقعاً استمرار تذبذب الأسعار ضمن نطاقها الحالي حتى صدور قرار واضح من الاحتياطي الفيدرالي.
كما علق أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك، قائلاً إن ارتفاع بيانات التضخم لن يمنع مجلس الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة، مضيفاً أن ارتفاع تكاليف المدخلات قد يُجبر الاحتياطي الفيدرالي على تحقيق توازن دقيق بين السيطرة على التضخم ودعم الاقتصاد.
وفي سياق التوقعات المستقبلية، تتوقع مؤسسات مالية رائدة مثل سيتي جروب أن يصل الذهب إلى مستوى 3500 دولار للأوقية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مدفوعاً بالاضطرابات الجيوسياسية المستمرة. بينما ترجح جولدمان ساكس أن يبلغ السعر مستوى قياسياً عند 3700 دولار بحلول نهاية عام 2025، شريطة استمرار ضعف الدولار الأمريكي.
هذه التوقعات الطموحة تأتي رغم تراجع الطلب على الذهب كمعدن للمجوهرات في الأسواق الكبرى مثل الهند والصين، حيث يتزايد الاعتماد عليه كأداة للحماية من التضخم والتحوط في أوقات الأزمات الاقتصادية والاضطرابات الجيوسياسية.
وعلى الصعيد المحلي، تشهد أسواق الذهب في مصر استقراراً ملحوظاً، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4540 جنيهاً، محافظاً على نفس مستوى الإغلاق الأسبوع الماضي. بينما بلغ سعر عيار 24 نحو 5189 جنيهاً، وعيار 18 حوالي 3891 جنيهاً.
من ناحية أخرى، تتجه أنظار المستثمرين أيضاً إلى التطورات الجيوسياسية، خاصة الاجتماعات المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي قد تفتح الطريق أمام اتفاق سلام محتمل مع روسيا. هذه التطورات السياسية تؤثر بشكل غير مباشر على حركة الذهب، باعتباره ملاذاً آمناً في أوقات عدم الاستقرار.
ويشير مارك تشاندلر من بانوكبيرن جلوبال فوركس إلى أن تداول الذهب في نطاق 3250-3400 دولار أمريكي يُثير حذر العديد من المستثمرين، مضيفاً أن العوامل الجيوسياسية قد تُسبب تقلبات، لكن تأثيرها قد يكون بطيئاً.
وبينما تستمر حالة الترقب في الأسواق، يبقى التركيز الأساسي على ندوة جاكسون هول التي ستُعقد خلال الفترة من 21 إلى 23 أغسطس، حيث من المتوقع أن تقدم تصريحات باول وضوحاً أكبر بشأن السياسة النقدية والتوقعات الاقتصادية، مما سيحدد الاتجاه المستقبلي لأسعار الذهب في الأشهر المقبلة.