الرئيسية / شباب ورياضة / وريث ميسي في النصر.. جيسوس يفجر مفاجأة ويكشف عن موهبة ستُجنن العرب والعالم! (صورة)
وريث ميسي في النصر.. جيسوس يفجر مفاجأة ويكشف عن موهبة ستُجنن العرب والعالم! (صورة)

وريث ميسي في النصر.. جيسوس يفجر مفاجأة ويكشف عن موهبة ستُجنن العرب والعالم! (صورة)

نشر: verified icon نايف القرشي 16 نوفمبر 2025 الساعة 08:40 مساءاً

أثبت المدرب البرتغالي جورجي جيسوس قدرته الاستثنائية على إعادة إحياء المواهب المدفونة، بعد أن نجح في تحويل الجناح البرازيلي أنجيلو جابرييل من لاعب مهمش على دكة البدلاء إلى نجم أساسي يسهم في سبعة أهداف خلال ست عشرة مباراة فقط هذا الموسم، مسجلاً واحدة من أروع قصص العودة في الدوري السعودي.

وصل أنجيلو إلى النصر محاطاً بهالة كبيرة من التوقعات، فقد حمل لقب "الطفل المعجزة" منذ بداياته في البرازيل، لكن تلك الآمال اصطدمت بواقع مرير تحت قيادة المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي. كان بيولي، المعروف بأسلوبه التكتيكي الصارم، يؤمن بالانضباط قبل الإبداع الفردي، ما جعله لا يمنح الموهبة البرازيلية المساحة الكافية لإبراز قدراتها الحقيقية.

تحول مقعد البدلاء إلى محطة يومية للاعب الذي كان من المفترض أن يكون أحد أوراق النصر الرابحة في الهجوم. مباراة تلو الأخرى، كان أنجيلو يراقب زملاءه من مثل كريستيانو رونالدو وهم يخطفون الأضواء، بينما كان هو يصارع الشكوك حول مستقبله مع الفريق. هذا التهميش المستمر دفع وسائل الإعلام للتساؤل عن سبب اختفاء اللاعب الذي وُعد بأن يكون مفتاح العالمي لحصد الألقاب.

لكن الصبر الذي اتسم به جابرييل، واستغلاله فترة التهميش في تطوير نفسه بدنياً وفنياً، كان بمثابة الاستثمار الأهم في مسيرته. وحين وصل جورجي جيسوس إلى النصر، لم يكتفِ المدرب البرتغالي بمنح أنجيلو الثقة المفقودة، بل اتخذ قراراً جريئاً غيّر مجرى حياة اللاعب تماماً.

القرار الأذكى الذي اتخذه جيسوس كان تحويل أنجيلو من جناح تقليدي إلى لاعب وسط متقدم، وهو تغيير لم يكن مجرد تعديل تكتيكي، بل رؤية شاملة من مدرب خبير يفهم كيفية استخراج الأفضل من لاعبيه. في مركزه الجديد، وجد أنجيلو الحرية التي طالما بحث عنها للتحكم بالكرة وربط خطوط اللعب وصناعة الفرص من العمق.

هذا التوظيف الذكي أعاد للاعب متعة كرة القدم التي افتقدها طوال فترة التهميش. أصبح قادراً على التحرك بحرية أكبر، مستفيداً من لمساته الدقيقة وحسه الإبداعي في المراوغة والتمرير. لم يعد مقيداً بالالتزام بخط التماس كجناح، بل حصل على مساحة أوسع لإظهار مهاراته المتنوعة وإبداعه الكروي.

النتائج لم تتأخر في الظهور، حيث تحول أنجيلو إلى عنصر ديناميكي يخلق الفرق في كل مباراة. أصبح يسهم بالأهداف والتمريرات الحاسمة، ويقود الهجمات بثقة منقطعة النظير، وكأنه ولد من جديد داخل المستطيل الأخضر. هذا التطور لم يكن مجرد عودة للمستوى، بل تجاوز كل التوقعات المرسومة له منذ وصوله للدوري السعودي.

أحدث ظهوراته كانت في مباراة النصر ضد نيوم، حين افتتح التسجيل في اللقاء الذي انتهى بفوز العالمي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ضمن الجولة الثامنة من دوري روشن. هذا الهدف كان بمثابة رمز لقصة عودته المذهلة، وتأكيد على أنه أصبح عنصراً حاسماً في صناعة انتصارات النصر.

الإحصائيات تتحدث بوضوح عن حجم التحول الذي شهده أنجيلو، فمساهمته في سبعة أهداف خلال ست عشرة مباراة في مختلف المسابقات رقم يعكس مدى تطوره منذ بداية الموسم. لم يعد مجرد جناح موهوب يبحث عن فرصة، بل أصبح ركيزة أساسية في تشكيلة جيسوس ومحوراً رئيسياً في خطط الفريق نحو حصد الألقاب.

بفضل هذا التحول، نجح أنجيلو في حل أزمة النصر الحقيقية في مركز صناعة اللعب. أضفى على أسلوب الفريق بعداً هجومياً أكثر تنوعاً ومرونة، حيث أصبح يربط بين الخطوط بسلاسة مذهلة ويمنح زملاءه خيارات متعددة أثناء الهجمات. هذا الأمر انعكس بشكل مباشر وإيجابي على النتائج التي حققها العالمي في المباريات الأخيرة.

تفاعل الجمهور مع أدائه المذهل كان لافتاً، حيث بدأت وسائل الإعلام تتحدث عنه كأحد أهم مفاجآت دوري روشن هذا الموسم. قصة عودته أصبحت درساً حقيقياً في قيم الإصرار والثقة بالنفس، وفي أهمية إيجاد البيئة والمدرب المناسبين لإظهار الإمكانات الحقيقية لأي موهبة.

ما فعله جيسوس مع أنجيلو يؤكد أن كرة القدم تمنح دائماً فرصاً ثانية لمن يملك الشغف والرغبة في النهوض من جديد. لم يكتفِ المدرب البرتغالي بتدريب اللاعب، بل أعاد اكتشافه بالكامل ومنحه الأدوات والثقة اللازمة ليصبح أحد أبرز نجوم الدوري السعودي.

اليوم، لا يعد أنجيلو جابرييل مجرد لاعب عائد للحياة، بل أصبح رمزاً للقدرة على التحول من الإحباط إلى الإبداع حين يجد الموهوب المدرب الذي يفهمه حقاً. مع استمرار تألقه اللافت، يبدو أن النصر وجد في هذا البرازيلي الشاب القطعة المفقودة في مشروعه الطموح، بينما وجد جابرييل نفسه أخيراً في بيئة تحتفي بموهبته وتعيد إليه بريقه الذي كاد أن يخفت إلى الأبد.

شارك الخبر