شهدت المنطقة العربية وعدة دول أخرى حول العالم تطورات جوية استثنائية خلال الساعات الأخيرة، دفعت السلطات المحلية في أربع دول إلى رفع حالة التأهب والاستعداد القصوى لمواجهة التقلبات الجوية الخطيرة المتوقعة. ووضعت هذه الدول خرائط تفصيلية للمناطق المهددة مع تفعيل إجراءات طوارئ شاملة لحماية المواطنين من تداعيات الأحوال الجوية السيئة.
بدأت مصر المبادرة من خلال محافظة أسيوط، حيث وجه اللواء دكتور هشام أبوالنصر برفع درجة الاستعداد بجميع الوحدات المحلية والمديريات والهيئات الخدمية. جاء هذا القرار تزامناً مع تحذيرات الهيئة العامة للأرصاد الجوية من نشاط للرياح المثيرة للأتربة والرمال على فترات متقطعة، مما استدعى تفعيل غرفة الأزمات والكوارث بمركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة.
وفي خطوة استباقية متقدمة، أمر محافظ أسيوط بالتنسيق الكامل مع غرف العمليات الفرعية بالمراكز والأحياء لمتابعة الموقف أولاً بأول، والتعامل الفوري مع أي بلاغات أو شكاوى من المواطنين. كما شدد على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، خاصة على الطرق السريعة والداخلية، والتأكد من جاهزية المعدات والمركبات الخاصة بمواجهة الأزمات والكوارث، إضافة إلى رفع حالة الاستعداد بكافة المستشفيات وضمان جاهزية سيارات الإسعاف لتغطية جميع المراكز والمدن.
على الصعيد الدولي، اتخذت فيتنام إجراءات مماثلة بعد تحذيرات الخبراء من تطورات جوية خطيرة ستمتد حتى بداية العام المقبل. أكد نجوين دوك هوا، نائب رئيس قسم التنبؤات المناخية بالمركز الوطني للتنبؤات الهيدروميترية، أن ظاهرة النينيو ستحافظ على حالتها المحايدة باحتمال يتراوح بين 60-70%، مما يعني توقعات بحدوث حوالي 5.9 عاصفة أو منخفض مداري في البحر الشرقي، منها حوالي 2.9 عاصفة ستصل إلى اليابسة.
تشمل التوقعات الفيتنامية سيناريوهات مناخية معقدة، حيث سينشط الهواء البارد مبكراً ويزداد قوته تدريجياً بدءاً من أكتوبر، ويزداد بشكل حاد بدءاً من نوفمبر. ومن المرجح أن يظهر البرد القارس والشديد بمستوى يقارب متوسط سنوات عديدة، مع استمرار الظواهر الجوية الخطيرة مثل العواصف الرعدية والأعاصير والبرق والبرد وهبات الرياح القوية على مستوى البلاد خلال الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر 2025.
أما في منطقة البلقان، فقد أعلن معهد الأرصاد الجوية المائية في كوسوفو عن توقعات بأسبوع من التقلبات الجوية الحادة، مع هطول أمطار مصحوبة بالبرق والرعد. وتشمل الخريطة الجوية لكوسوفو تفاوتاً كبيراً في درجات الحرارة، حيث ستتراوح الدرجات الصغرى بين 10-18 درجة مئوية والعظمى بين 25-33 درجة مئوية، مع نشاط للرياح الشمالية الغربية والشمالية الشرقية بسرعات تتراوح بين 1-5 أمتار في الثانية.
وفي منطقة الخليج العربي، رفعت دولة الكويت حالة التأهب القصوى بعد تحذيرات إدارة الأرصاد الجوية من تأثر البلاد بمنخفضين جويين استثنائيين، أحدهما سطحي والآخر في طبقات الجو العليا. هذا التزامن النادر بين المنخفضين يؤدي إلى تكاثر السحب وفرص هطول الأمطار المتفاوتة الشدة، مع توقعات بذروة الهطولات يوم الجمعة واستمرار الحالة حتى مساء السبت.
تشمل الإجراءات الاستثنائية في الكويت تحذيرات خاصة للصيادين ومرتادي البحر من ارتفاع أمواج البحر، ونشاط الرياح الجنوبية التي ستؤدي إلى إثارة الغبار وانخفاض مدى الرؤية الأفقية في المناطق المكشوفة. كما تتوقع السلطات تشكل الضباب في ساعات الصباح الباكر من يوم الأحد، خصوصاً في المناطق الساحلية.
تعكس هذه الإجراءات المتزامنة في الدول الأربع استراتيجية دولية متطورة لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة، حيث تعتمد السلطات على تقنيات الرصد المتقدمة والتنبؤ المبكر لحماية المواطنين. وتشمل خرائط المخاطر المعدة تحديد المناطق الأكثر عرضة للتأثر، مع وضع خطط إخلاء وإيواء استباقية في حالة تطور الأوضاع الجوية إلى مستويات أكثر خطورة.
وتؤكد هذه التطورات على أهمية التعاون الدولي في مجال الأرصاد الجوية وتبادل المعلومات المناخية، خاصة مع تزايد تعقيد الظواهر الجوية في ظل التغيرات المناخية العالمية. كما تبرز الحاجة إلى تطوير آليات الاستجابة السريعة والتواصل الفعال مع المواطنين لضمان اتخاذ الاحتياطات اللازمة في الوقت المناسب.
