شهدت الإقامة المميزة في المملكة العربية السعودية إقبالاً منقطع النظير، حيث سجّل أكثر من 40 ألف شخص أسماءهم للحصول على هذا النوع الجديد من الإقامة خلال الثمانية عشر شهراً الماضية، وفقاً لما كشفته البيانات الرسمية الحديثة. هذا الرقم الاستثنائي يعكس جاذبية المزايا الست الجديدة التي غيّرت قواعد اللعبة كلياً في منظومة الإقامة السعودية.
المزية الأولى والأكثر ثورية تتمثل في الاستغناء عن نظام الكفالة التقليدي، مما يمنح المقيمين حرية كاملة في إدارة شؤونهم دون التقيد بموافقات الكفيل. هذا التحول الجذري فتح الباب أمام المستثمرين وأصحاب المهارات العالية للاستقرار في المملكة بشروط مرنة ومبسطة.

المزية الثانية تكمن في حرية التملك العقاري التي تسمح لحاملي الإقامة المميزة بشراء العقارات السكنية والتجارية دون قيود، مما يعزز من استقرارهم الاستثماري طويل الأمد. بينما تتجلى المزية الثالثة في حق العمل الحر وإنشاء المشاريع التجارية الخاصة، الأمر الذي يفتح آفاقاً واسعة للريادة والابتكار في السوق السعودي المتنامي.
المزية الرابعة المؤثرة تشمل تسهيلات لم الشمل التي تمكن حاملي الإقامة المميزة من إحضار عائلاتهم للاستقرار معهم في المملكة دون تعقيدات إدارية. أما المزية الخامسة فتتضمن امتيازات السفر المتقدمة مثل استخدام ممرات المواطنين في المطارات السعودية والاستفادة من اتفاقيات الإعفاء من التأشيرات مع عدد من الدول.

المزية السادسة والأخيرة تتمحور حول الوصول المتكافئ للخدمات الحكومية بما يشمل الرعاية الصحية المتطورة والتعليم النوعي والبنية التحتية الحديثة، مما يضمن لحاملي الإقامة المميزة تجربة معيشية مماثلة لتلك التي يتمتع بها المواطنون السعوديون.
يتطلب الحصول على هذه الإقامة الاستثنائية استيفاء ستة شروط أساسية، يأتي في مقدمتها بلوغ سن الـ21 عاماً وإثبات الملاءة المالية من خلال كشوف حسابات بنكية معتمدة. كما يُشترط تقديم تقرير طبي يؤكد خلو المتقدم من الأمراض المعدية، إلى جانب سجل جنائي نظيف وإقامة سارية المفعول في المملكة وقت التقديم، بالإضافة إلى عدم وجود مخالفات جوهرية مع أنظمة العمل والإقامة السعودية.

عملية التقديم تتم بالكامل عبر المنصة الإلكترونية لمركز الإقامة المميزة، حيث يقوم المتقدم بإنشاء حساب جديد أو استخدام حساب أبشر الموجود، ثم اختيار نوع الإقامة المطلوبة وتعبئة النموذج بالمعلومات الشخصية والمهنية والمالية. بعد ذلك يرفع المستندات المطلوبة مثل جواز السفر والتقرير الطبي وكشوف الحسابات، ويسدد الرسوم المقررة إلكترونياً قبل متابعة حالة الطلب عبر البريد الإلكتروني أو المنصة.
هذا النجاح الباهر للإقامة المميزة يأتي في إطار الاستثمار في السعودية وتحقيق أهداف رؤية 2030 الرامية إلى تنويع الاقتصاد وجذب الكفاءات العالمية. المملكة تشهد تحولاً اقتصادياً جذرياً مدعوماً بمشاريع عملاقة مثل نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر، التي تعيد تعريف مفهوم المدن الحديثة وتخلق فرصاً استثمارية واعدة.

الإقبال المتزايد على الإقامة المميزة يعكس ثقة المستثمرين والمهنيين الدوليين في الاقتصاد السعودي والبيئة الاستثمارية المحفزة التي تتضمن إصلاحات تشريعية وسياسات داعمة لرأس المال والأعمال. كما يشير هذا الرقم إلى نجاح المملكة في تحويل نفسها إلى وجهة عالمية للاستثمار والاستقرار، خاصة في ظل النهضة الثقافية والفنية والترفيهية التي تجعل الحياة أكثر ثراءً وتنوعاً.
المحللون الاقتصاديون يتوقعون ارتفاعاً مستمراً في أعداد المتقدمين للإقامة المميزة، خاصة مع اكتمال المشاريع التنموية الكبرى وتعزيز المملكة لمكانتها كمركز اقتصادي وثقافي رائد في المنطقة. هذا النمو في الطلب يعكس نجاح استراتيجية السعودية في إعادة تشكيل منظومة الإقامة بما يخدم طموحاتها التنموية ويجذب أفضل الكفاءات العالمية للمساهمة في بناء اقتصاد المستقبل.