مع اقتراب نهاية شهر رمضان، يتجه الاهتمام إلى تحديد موعد عيد الفطر. ومع ذلك، تشير التقارير الفلكية إلى أن رؤية هلال شوال ليلة السبت مستحيلة، مما يثير تساؤلات حول الأسباب العلمية وراء هذه الاستحالة. وفقًا لمركز الفلك الدولي، فإن الظروف الفلكية تجعل من الصعب رؤية الهلال في معظم مناطق العالم، مما يفتح الباب أمام النقاش حول كيفية تحديد بداية الشهر الجديد.
التقرير الفلكي وتفاصيله
أفاد مركز الفلك الدولي بأن معظم دول العالم ستتحرى هلال شوال يوم السبت الموافق 29 مارس 2025. ومع ذلك، فإن رؤية الهلال في ذلك اليوم تعتبر مستحيلة في شرق العالم. وأوضح التقرير أن الرؤية غير ممكنة في باقي مناطق العالم العربي والإسلامي باستخدام جميع وسائل الرصد المتاحة، بما فيها العين المجردة والتلسكوب. الجدير بالذكر أن الرؤية باستخدام التلسكوب ممكنة فقط من وسط وشمال القارة الأمريكية، بينما تبقى صعبة جدًا في شرق القارة.
وبالنسبة لبعض المدن العربية والعالمية، تشير الحسابات إلى أن القمر سيغيب قبل أو بعد دقائق قليلة من غروب الشمس، مما يجعل الرؤية مستحيلة. فعلى سبيل المثال، في جاكرتا، يغيب القمر قبل غروب الشمس بست دقائق، مما يعني عدم وجود القمر في السماء. وفي مدن مثل مسقط ومكة المكرمة، يغيب القمر بعد دقائق قليلة من غروب الشمس، ولكن بزاوية صغيرة جدًا عن الشمس، مما يعزز من صعوبة الرؤية.
التقنيات المستخدمة في رصد الهلال
تستخدم أحدث التقنيات العلمية لرصد الهلال، مثل تقنية التصوير الفلكي باستخدام كاميرات CCD، التي تتيح رؤية الهلال حتى في وضح النهار. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن بعد القمر عن الشمس ليلة السبت يتراوح بين 1.5 و3 درجات، وهي قيم لا تسمح برؤية الهلال حتى باستخدام هذه التقنيات المتقدمة. هذا يعني أن الرؤية بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب تبقى غير ممكنة، خاصة إذا كان بعد القمر عن الشمس أقل من الحدود المعترف بها علميًا.
تعتبر تقنية التصوير الفلكي من الأدوات القوية في رصد الأجرام السماوية، إلا أن الظروف الفلكية ليلة السبت تجعل من الصعب الاعتماد عليها لرؤية الهلال. وقد أكدت الأرصاد الفلكية الموثوقة أن رؤية الهلال لم تثبت تاريخيًا عندما كان بعده عن الشمس أقل من 7.6 درجة، مما يعزز من صعوبة المهمة.
تأثيرات الكسوف الجزئي للشمس
من المتوقع أن تشهد الأرض كسوفًا جزئيًا للشمس ظهر يوم السبت، مما يزيد من تعقيد رؤية الهلال. هذا الكسوف، الذي سيكون مرئيًا من أجزاء من غرب العالم العربي مثل موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس، يقدم دليلاً إضافيًا على عدم إمكانية رؤية الهلال في ذلك الوقت أو بعده بساعات قليلة. يُعتبر الكسوف دليلاً مرئيًا على الاقتران الفلكي، مما يعزز من استحالة رؤية الهلال.
في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن رؤية هلال شوال ليلة السبت غير ممكنة من الناحية العلمية. وبالتالي، من المتوقع أن تعلن بعض الدول عيد الفطر يوم الاثنين 31 مارس، في حين قد تفضل دول أخرى الإعلان عنه يوم الأحد 30 مارس، اعتمادًا على تقاليدها في تحديد بداية الشهر. تبقى هذه التوقعات مرهونة بالظروف الفلكية التي تؤكد استحالة رؤية الهلال في معظم مناطق العالم
