الرئيسية / يمنيون في المهجر / للمغتربين اليمنيين .. أفكار مشاريع في اليمن برأس مال صغير ويسهل ادارتها عن بعد
للمغتربين اليمنيين .. أفكار مشاريع  في اليمن برأس مال صغير  ويسهل ادارتها عن بعد

للمغتربين اليمنيين .. أفكار مشاريع في اليمن برأس مال صغير ويسهل ادارتها عن بعد

نشر: verified icon مها البعداني 20 فبراير 2025 الساعة 09:29 صباحاً

يبحث الكثير من المغتربين اليمنيين عن طرق لاستثمار مدخراتهم في مشاريع صغيرة داخل اليمن تُدار عن بُعد وبرأس مال محدود. بفضل فرق قيمة العملة، يمكن لمبلغ بسيط بالدولار أن يكون له تأثير كبير في اليمن. فيما يلي نستعرض أربعة أفكار رئيسية لمشاريع صغيرة يمكن إدارتها عن بُعد، مع التركيز على كيفية البدء والترويج والتكاليف المتوقعة وهوامش الربح، بالإضافة إلى بعض الأفكار الإضافية المشابهة.

1. محل هدايا (متجر هدايا عن بُعد)

فكرة المشروع: يعتبر مشروع محل الهدايا من المشاريع الواعدة، حيث يزداد الطلب على الهدايا في المناسبات كأعياد الميلاد والأعراس والأعياد الدينية. كمغترب، يمكنك استغلال معرفتك بالمنتجات الجديدة وغير المتوفرة في اليمن لتقديم أفكار هدايا مبتكرة. على سبيل المثال، يمكن إدخال خدمة الهدايا المخصصة مثل طباعة الصور والعبارات على الأكواب أو القمصان، أو تصميم صناديق هدايا جاهزة تحتوي على منتجات فريدة من نوعها. كذلك يمكن توفير هدايا غير معتادة في السوق اليمنية، مثل الإكسسوارات العصرية أو الشوكولاتة المستوردة ذات التغليف الجذاب.

التسويق والترويج: يعتمد نجاح متجر الهدايا بشكل كبير على الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يمكنك إنشاء صفحات على فيسبوك وإنستجرام لعرض صور جذابة للهدايا والتصاميم المميزة، مع توفير طرق تواصل سهلة (مثل واتساب) لتلقي الطلبات. من خلال منصات التواصل يمكن استهداف كل من العملاء داخل اليمن وأيضًا المغتربين الذين يرغبون في إرسال هدايا لأهلهم في الوطن. تقديم عروض خاصة في الأعياد والمناسبات سيجذب المزيد من الزبائن. تذكر أيضًا الاهتمام بخدمة التوصيل داخل المدن اليمنية لضمان وصول الهدية إلى المستلم في الوقت المحدد وبحالة ممتازة.

التكلفة التقديرية للبدء: يمكن البدء برأس مال محدود نسبيًا لشراء مجموعة من الهدايا المتنوعة وتجهيز بعض العينات المخصصة. على سبيل المثال، بحوالي $1000 (أي ما يعادل تقريبًا 2,300,000 ريال بحسب سعر عدن) يمكن شراء مخزون أولي من المنتجات وتغطية تكاليف إنشاء الصفحات الإعلانية والتسويق المبدئي. إذا كان المشروع سيعتمد على الطلب عند الشراء (أي صنع الهدايا حسب الطلب)، فقد تكون الحاجة للمخزون المسبق أقل، وربما يكفي مبلغ $500 (حوالي 1,150,000 ريال) للبدء. المهم هو الاستثمار في بعض الأدوات البسيطة (مثل طابعة أقمشة أو جهاز حفر ليزر صغير للهدايا المخصصة) إن توفرت، لأنها ستضيف قيمة فريدة للمشروع.

هامش الربح المتوقع: يتميز مجال الهدايا بهامش ربح جيد نظرًا لقيمة التميز والتخصيص في المنتج. قد يتراوح هامش الربح حوالي 20% إلى 30% على معظم المنتجات بعد احتساب التكاليف. فمثلًا إذا كانت تكلفة إعداد هدية معينة (مواد خام وتغليف وتوصيل) تعادل $10 يمكن بيعها بما يقارب $13 – $15. الهدايا المخصصة والمبتكرة يمكن أن تحقق هامش ربح أعلى نسبيًا بسبب ندرتها في السوق المحلي. ومع ازدياد السمعة الطيبة للمحل وتوسع قاعدة العملاء (خاصة عبر الإنترنت)، يمكن أن يرتفع حجم المبيعات مما يزيد إجمالي الأرباح شهريًا.

2. مطبعة (خدمات طباعة وتصوير مستندات)

فكرة المشروع: فتح مطبعة صغيرة أو محل خدمات طباعة وتصوير يعد مشروعًا مربحًا نظرًا لاحتياج الأفراد والشركات الدائم للطباعة. يمكن أن يقدم المحل خدمات مثل طباعة المستندات والبحوث للطلاب، طباعة الدفاتر والكراسات الخاصة بالمؤسسات التعليمية أو التدريبية، تصميم وطباعة الكروت الشخصية (البزنس كارد) لأصحاب الأعمال، وطباعة الإعلانات الورقية والبروشورات للمحال التجارية. أيضًا يمكن تقديم خدمات تصوير المستندات ونسخ الأوراق الرسمية وصور الوثائق، وهي مطلوبة بكثرة بالقرب من الجامعات والدوائر الحكومية. فكرة إضافية هي بيع الأدوات المكتبية البسيطة (أقلام، ملفات، أوراق) لزيادة الدخل في نفس المكان.

المعدات والتكاليف الأولية: ما يميز هذا المشروع أنه لا يحتاج إلى معدات صناعية ضخمة؛ بإمكانك البدء بمعدات رقمية مكتبية بسيطة. ستحتاج إلى طابعة عالية الجودة (يفضل طابعة ليزر ملونة لتلبية مختلف الاحتياجات) وجهاز حاسوب لإعداد التصاميم وتشغيل الطابعة. قد تحتاج أيضًا آلة قص صغيرة لقص الورق والكروت بعد الطباعة، وجهاز تجليد (تخريم وحلزنة) إذا كنت ستقدم خدمة إعداد الدفاتر أو تجميع المستندات في ملفات. كما يمكن إضافة آلة تغليف حراري (تسفير) للأوراق إذا كان هناك طلب على تغليف الشهادات أو البطاقات. كل هذه الأجهزة أسعارها معقولة نسبيًا. على سبيل المثال، قد تكلف الطابعة والحاسوب معًا حوالي $600، وإضافات المقص والتجليد والتغليف ربما $300 أخرى. أي أنه بحوالي $1000 (حوالي 2.3 مليون ريال بحسب سعر عدن) تستطيع تجهيز مطبعة صغيرة منزلية أو محل صغير بالمعدات الأساسية. وهناك نماذج في اليمن تمكنت من البدء بتكلفة أقل من ذلك بكثير؛ حيث تمكن أحد رواد الأعمال من إطلاق خدمة طباعة وتصوير قرب إحدى الدوائر الحكومية بطابعة صغيرة وحاسوب برأس مال حوالي 500 ألف ريال فقط (أي ما يعادل تقريبًا $217 بسعر عدن) وحقق منها دخلًا يوميًا جيدًا. هذا يؤكد أنه يمكن البدء بتكاليف minimalية ثم التوسع مع الوقت.

الترويج وجذب الزبائن: يعتمد نجاح المطبعة على موقعها المناسب أو طريقة وصول الخدمات للعملاء. يُنصح بتوفير المحل في منطقة حيوية (قرب جامعة، مدرسة، أو مجمع مكاتب حكومية) إن أمكن، لأن ذلك يضمن توافد الناس باستمرار لنسخ وطباعة مستنداتهم. أما عند إدارة المشروع عن بُعد كمغترب، فيمكن التنسيق مع موظف أو فرد من العائلة لإدارة المحل يوميًا، بينما تتولى أنت الإشراف المالي والتسويقي. يمكن الترويج للمطبعة عبر ملصقات إعلانية في المنطقة المحيطة، وكذلك من خلال مجموعات فيسبوك المحلية وإعلانات واتساب لإعلام الناس بالخدمات المتوفرة (مثل تصميم بطاقات أو طباعة ملفات بأسعار منافسة). تقديم جودة طباعة جيدة وسرعة في الإنجاز سيساعدان على بناء سمعة طيبة وجذب الزبائن الدائمين.

هامش الربح المتوقع: تتميز خدمات الطباعة بأن تكلفة الخامات (ورق، حبر) لكل وحدة منخفضة مقارنة بسعر البيع. فعلى سبيل المثال، قد تكلف طباعة صفحة ملونة حجم A4 بضعة ريالات فقط، في حين تتقاضى من الزبون مقابلها مبلغ أعلى يشمل الخدمة. بشكل عام، يمكن أن يصل هامش الربح في الطباعة إلى 30% أو أكثر اعتمادًا على نوع الخدمة. طباعة الكروت الشخصية والبروشورات تحمل هامش ربح جيد لأن الزبون عادة يطلب كميات (مثلاً 100 كرت شخصي) ويُسعَّر الطلب ككل. كذلك خدمات تصوير المستندات تحقق دخلًا مستمرًا بهامش معقول. ومع زيادة الطلب اليومي يمكن أن يكون للمطبعة دخل يومي ثابت يغطي المصاريف ويحقق ربحًا مرضيًا. اختيار الموقع المناسب وتقديم خدمة موثوقة سيضمنان ربحية عالية على المدى الطويل.

3. وكالة تسويق رقمي (Digital Marketing Agency)

فكرة المشروع: إنشاء وكالة تسويق رقمي يُعد من أفضل المشاريع التي يمكن للمغترب إدارتها عن بُعد. الفكرة تقوم على تقديم خدمات التسويق الإلكتروني للشركات والأفراد محليًا أو دوليًا، وذلك عبر فريق عمل موجود في اليمن لكن بإشرافك من الخارج. خدمات الوكالة يمكن أن تشمل: إدارة حسابات التواصل الاجتماعي للشركات (إنستجرام، فيسبوك، تويتر وغيرها)، تصميم الإعلانات الرقمية والبروشورات، كتابة المحتوى الإعلاني، تحسين ظهور المواقع في محركات البحث (SEO)، وإدارة الحملات الإعلانية الممولة عبر الإنترنت. الطلب على هذه الخدمات في تزايد مستمر عالميًا، ويمكن المنافسة بأسعار تنافسية بفضل فرق تكلفة الأيدي العاملة بين اليمن والخارج.

استغلال فرق العملة وتوظيف المحترفين: ما يجعل هذه الفكرة جذابة هو إمكانية استغلال فرق قيمة العملة لصالح المشروع. فالمغترب الذي لديه دخل أو مدخرات بالدولار يمكنه تمويل رواتب فريق العمل داخل اليمن بتكلفة أقل كثيرًا مما لو كان نفس الفريق في بلد آخر. متوسط الرواتب في اليمن متدنٍ مقارنة بالمعدل العالمي بسبب الوضع الاقتصادي، مما يعني أنك تستطيع توظيف مصممين ومسوقين رقميين أكفاء برواتب معقولة بالريال اليمني (مثلاً ما يعادل $150 أو $200 شهريًا لكل منهم – وهو ما يقارب 345,000 – 460,000 ريال بحسب سعر عدن). بتوظيف 3-5 أشخاص بهذه الرواتب، يمكن للوكالة أن تغطي معظم مجالات التسويق (تصميم جرافيك، إدارة محتوى، كتابة إعلانات، خدمة عملاء)، وسيكون إجمالي التكلفة الشهرية للرواتب مقبولاً قياسًا بمداخيل المشاريع الخارجية.

جذب عملاء دوليين: يمكنك كمغترب التواصل مع شركات في بلد إقامتك أو عبر الإنترنت وعرض خدمات وكالتك بأسعار منافسة. كثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة تبحث عن بدائل أقل تكلفة لتوظيف فرق تسويق داخلي، مما يدفعها للاستعانة بمصادر خارجية (outsourcing). يمكنك استهداف عملاء في الخليج أو أي دولة عربية أو أجنبية، وتقديم عروض لهم بأسعار أقل من وكالات التسويق المحلية عندهم، مستفيدًا من فارق التكلفة. وجودك كمغترب يسهل بناء الثقة مع العملاء الدوليين، لأنك ستكون واجهة التواصل وتتحدث لغتهم وربما تفهم ثقافة السوق المستهدف، بينما يقوم فريقك في اليمن بتنفيذ العمل بجودة عالية.

التكاليف الأولية: هذا المشروع لا يتطلب استثمارًا كبيرًا في البنية التحتية. قد تحتاج في البداية إلى بعض التجهيزات لفريقك المحلي مثل أجهزة حاسوب موصولة بإنترنت جيد. يمكن تخصيص مبلغ حوالي $1000 (أي ما يعادل تقريبًا 2.3 مليون ريال بحسب سعر عدن) لشراء 3-5 أجهزة حاسوب مستعملة بمواصفات جيدة أو لابتوبات، وتأمين اتصال إنترنت موثوق وربما اشتراك كهرباء (نظرًا لانقطاع الكهرباء في اليمن يمكن الحاجة لمصدر طاقة احتياطي كي لا يتوقف العمل). إن كنت تفضل فتح مكتب صغير للفريق في اليمن فهذا خيار لكنه ليس ضروريًا في البداية؛ يمكن للفريق العمل من المنزل مما يوفر مصاريف الإيجار. أيضًا جزء من التكلفة سيذهب لتسويق خدمات وكالتك نفسها عبر الإنترنت (إعلانات على لينكدإن أو فيسبوك تستهدف العملاء المحتملين). بشكل عام، مع $2000 (حوالي 4.6 مليون ريال بحسب سعر عدن) أو أقل يمكن إطلاق الوكالة وتأمين المصاريف التشغيلية للشهور الأولى حتى تبدأ بإدخال عقود وأرباح.

هامش الربح المتوقع: في وكالة التسويق الرقمي، يعتمد الربح على فرق ما تتقاضاه من العملاء وما تنفقه على التشغيل. نظرًا لانخفاض التكاليف (رواتب ومعاملات تشغيلية بالريال)، يمكن أن يكون هامش الربح مرتفعًا قد يصل إلى 50% أو أكثر. فمثلًا، لو حصلت الوكالة على عقد إدارة تسويق لشركة مقابل $1000 شهريًا، وبلغت التكاليف (رواتب الفريق وجزء من المصاريف) $500 شهريًا، فإن الربح الصافي $500 (هامش 50%). مع توسع العمل والحصول على عملاء متعددين، يمكن للوكالة تحقيق أرباح متزايدة. أيضًا بعض المشاريع قد تكون مدتها قصيرة (حملة إعلانية لثلاثة أشهر مثلًا) بأجر مقطوع، مما قد يحقق دفعة أرباح جيدة في فترة قصيرة. من المهم الابتداء بأسعار معقولة لجذب العملاء، ومع بناء سمعة جيدة يمكن زيادة الأسعار تدريجيًا أو استهداف مشاريع أكبر. هذا المشروع قابل للنمو بشكل كبير، وقد يتحول من فريق صغير إلى شركة متكاملة بمرور الوقت وكل ذلك وأنت تديرها من الخارج عبر التواصل اليومي مع فريقك الرقمي.

4. وكالة سفر وسياحة (خدمات حجز للمغتربين وداخل اليمن)

فكرة المشروع: إنشاء وكالة سفر وسياحة تستهدف تسهيل إجراءات الحجز للمسافرين اليمنيين، خصوصًا للمغتربين أو ذويهم في الداخل. كثير من اليمنيين يواجهون صعوبات في حجز التذاكر والدفع الإلكتروني بسبب عدم توفر بطاقات ائتمان دولية أو وسائل دفع عبر الإنترنت داخل اليمن. هنا يأتي دور وكالة السفر المقترحة؛ حيث يمكن للمغترب أن يوفر خدمة حجز تذاكر الطيران والفنادق والخدمات السياحية إلكترونيًا نيابة عن العملاء في اليمن. على سبيل المثال، يستطيع أحد في صنعاء أو عدن التواصل مع وكالتك لطلب حجز تذكرة طيران إلى دولة ما، تقوم أنت (كمغترب لديه إمكانية الدفع الإلكتروني) بحجز التذكرة عبر الإنترنت والدفع بالدولار، ثم يتم تحصيل المبلغ من العميل بالريال داخل اليمن من خلال مكتب أو شريك محلي تابع للوكالة. بهذه الطريقة يتجاوز العميل مشكلة عدم قدرته على الدفع الإلكتروني، وتحصل وكالتك على عمولة أو رسوم نظير الخدمة.

الخدمات المقدمة: يمكن أن تقدم الوكالة خدمات متعددة مثل: حجز تذاكر الطيران للمغتربين وعائلاتهم (سواء القادمين إلى اليمن أو المغادرين منها)، حجز الفنادق في الخارج للمسافرين اليمنيين (مثلاً مغترب يريد حجز فندق لأسرته القادمة للزيارة)، تنظيم رحلات سياحية داخلية عند تحسن الأوضاع (كزيارة جزيرة سقطرى أو المعالم التاريخية)، وتقديم استشارات بخصوص التأشيرات وإجراءات السفر. التركيز الأساسي سيكون على خدمة الحجوزات وتوفير بدائل للدفع. يمكن أيضًا استهداف السوق المحلي؛ الكثير داخل اليمن يحتاجون لحجز رحلات (مثلاً طلاب يدرسون بالخارج، مرضى يسافرون للعلاج، أو تجار يسافرون لمتابعة أعمال) وسيكونون سعداء بوجود وكالة تتكفل بالحجز دون أن يضطروا للبحث عن وسيط خارجي. المغترب نفسه وأصدقاؤه يمكن أن يكونوا عملاء أيضًا، فالمغتربون يسافرون لزيارة أهلهم وقد يحتاجون حجزًا موثوقًا خاصة في رحلات الطيران المحدودة إلى اليمن.

آلية العمل وإدارة المشروع عن بُعد: هذا المشروع يمكن إدارته بسهولة عبر الهاتف والإنترنت. يمكنك إنشاء موقع إلكتروني بسيط أو صفحة فيسبوك للوكالة تعرض خدمات الحجز المتوفرة، إلى جانب أرقام للتواصل (بما في ذلك واتساب). عندما يطلب عميل حجزًا ما، يقوم فريقك المحلي (أو موظف موثوق) باستلام المبلغ بالريال مقدّمًا إن أمكن، أو الاتفاق على طريقة دفع آمنة. ثم تقوم أنت عبر الإنترنت باستخدام منصات حجز التذاكر العالمية لحجز الرحلة ودفع تكلفتها بالدولار. يتم إرسال تأكيد الحجز والإيصال الإلكتروني للعميل (عبر البريد الإلكتروني أو واتساب). يمكن للمكتب المحلي أيضًا طباعة نسخة من التذكرة الإلكترونية وتسليمها للزبون إذا لزم الأمر. نظرًا لعدم توفر خدمات الدفع الإلكتروني في اليمن، تتم معظم التعاملات نقدًا أو بطرق تقليدية، لذا وكالتك ستكون حلقة وصل مهمة جدًا بين العالم الإلكتروني الحديث والسوق اليمني المحلي. من ناحية الترخيص، يفضل تسجيل الوكالة رسميًا في اليمن إن أمكن للتعامل مع شركات الطيران المحلية (كاليمنية للطيران) وحجز تذاكرها للرحلات الداخلية أو من اليمن، لكن في البداية يمكن العمل بشكل غير رسمي على الحجوزات الدولية التي يمكنك القيام بها من مقر إقامتك في الخارج.

التكاليف الأولية: يتميز مشروع وكالة السفر بانخفاض تكاليفه الثابتة نسبيًا. إذا بدأت بشكل إلكتروني بالكامل، فلن تحتاج سوى حاسوب متصل بالإنترنت وبرامج حجز (يمكن استخدام مواقع الحجز المعروفة أو الاشتراك مع منصات سفر إلكترونية تقبل الدفع الدولي). قد تحتاج إلى موظف واحد في اليمن للتنسيق مع العملاء وتسليم التذاكر وتحصيل المدفوعات، ويمكن أن يكون هذا الموظف أحد أفراد عائلتك أو شريك تأتمنه. تكلفة تأسيس المكتب الصغير (إن لزم) ستكون في حدود إيجار مكتب صغير وتجهيزه بمكتب وجهاز حاسوب واتصال إنترنت – ربما تكلف حوالي $500 إلى $1000 (من 1.15 إلى 2.3 مليون ريال بحسب سعر عدن) حسب الموقع والتجهيزات. إن قررت العمل بدون مكتب في البداية، فستقتصر التكلفة على وسيلة اتصال ومواصلات الموظف لاستلام وتسليم الوثائق إن احتاج الأمر. ربما أكبر جزء من رأس المال المطلوب هو رأس مال تشغيلي لتغطية ثمن التذاكر قبل تحصيل المبالغ من بعض العملاء (في حال الدفع الآجل). يُفضل دائمًا أخذ مبلغ الحجز مقدمًا لتفادي المخاطرة. بشكل عام، يمكن إطلاق هذا المشروع بمبلغ محدود جدًا خاصة إذا كنت ستديره مباشرة من الخارج وتعتمد على وسيط محلي بسيط.

هامش الربح المتوقع: تعتمد أرباح وكالات السفر على عمولة الحجز أو رسوم الخدمة. عادةً ما تمنح شركات الطيران وكلاء السفر عمولة بسيطة (قد تكون 5% من قيمة التذكرة) في بعض الحالات، لكن نظرًا للوضع الحالي قد لا يكون التعامل مباشرًا مع خطوط الطيران اليمنية ممكنًا بدون ترخيص. البديل هو إضافة رسوم خدمة على كل عملية حجز يقوم بها العميل عبر وكالتك. يمكن تحديد مبلغ ثابت مثلاً من 5 إلى 10 دولارات لكل تذكرة يتم حجزها (وهذا مبلغ قد يكون مقبولاً نظير توفير الخدمة للعملاء وتفادي عناء البحث عن طريقة للدفع). أيضًا يمكن تحقيق ربح إضافي عبر الحصول على أسعار مخفضة من مواقع الحجوزات (حيث تعرض أحيانًا أسعار أقل من أسعار شركات الطيران مباشرة) ثم بيع التذكرة بالسعر العادي لتحقيق فرق السعر كربح. إذا استطاعت وكالتك إنجاز 10 حجوزات سفر شهريًا مثلاً بمتوسط ربح $10 لكل حجز، سيكون الربح الشهري حوالي $100. هذا المبلغ يمكن أن يزداد مع ازدياد عدد العملاء، خاصة إذا توسعت الخدمات لتشمل حجوزات الفنادق ورحلات سياحية (والتي يمكن وضع هامش ربح أعلى عليها). بالإضافة إلى ذلك، يمكن للوكالة تنظيم عروض للمغتربين (مثلاً تخفيضات أو خدمات إضافية لمن يحجز لأفراد عائلته بشكل منتظم)، مما يشجع على الولاء ويزيد عدد العمليات. على المدى البعيد ومع بناء سمعة طيبة، قد تتطور الوكالة وتحصل على اعتمادات رسمية من شركات الطيران، مما يتيح هوامش ربح أفضل وعلاقات أوسع في قطاع السفر.

أفكار إضافية 

إلى جانب الأفكار الأربعة الرئيسية المذكورة، هناك مشاريع أخرى يمكن للمغترب اليمني إدارتها عن بُعد وبرأس مال محدود نسبيًا. فيما يلي بعض الأفكار الإضافية التي تستحق النظر:

  • متجر إلكتروني لمنتجات يمنية: إنشاء متجر إلكتروني لبيع منتجات يمنية محلية أو تقليدية عبر الإنترنت. يمكن للمغترب بناء منصة بسيطة (موقع إلكتروني أو حتى صفحة فيسبوك/إنستجرام) لعرض منتجات مثل العسل اليمني، البن اليمني الفاخر، الحلوى التقليدية، البخور والعطور العربية، أو حتى المشغولات اليدوية والتراثية. يقوم المغترب باستلام طلبات من عملاء (سواء داخل اليمن أو من المغتربين في الخارج الراغبين في المنتجات اليمنية)، ثم يتولى فريق محلي تجهيز الطلب وشحنه داخل اليمن أو تصديره للخارج. التكلفة المبدئية تشمل شراء مخزون بسيط من هذه البضائع وربما تكاليف الشحن الأولى، ويمكن البدء بحوالي $1000. هامش الربح جيد في هذه المنتجات التراثية، وقد يصل إلى 25% أو أكثر، فضلًا عن دعم المنتج الوطني. هذا المشروع يستفيد من كون المغترب على دراية بذائقة الأسواق الخارجية أيضًا، فيمكنه توسيع نطاق البيع إلى خارج اليمن وجلب عملة صعبة مفيدة.

  • استيراد سلع وبيعها محليًا: يستفيد الكثير من المغتربين من وجودهم في دول صناعية لاستيراد بضائع غير متوفرة في اليمن وبيعها بهامش ربح جيد. يمكنك اختيار سلع مطلوبة في السوق اليمنية لكنها نادرة أو غالية في الداخل، واستيراد كميات صغيرة منها وبيعها بهامش ربح جيد. أمثلة على ذلك: قطع غيار إلكترونية أو هواتف محمولة بأسعار الجملة من الخارج، معدات طاقة شمسية بجودة عالية، ملابس وأحذية ذات علامات تجارية مرغوبة وبسعر أقل مما يباع محليًا، أو حتى أدوات منزلية حديثة غير متوفرة. يمكنك إدارة هذا المشروع عن بعد عبر شحن البضائع إلى اليمن وتخزينها لدى شريك أو في مستودع صغير، ثم التسويق لها عبر الإنترنت والتوزيع من خلال مندوبين. رأس المال المطلوب يعتمد على نوع البضاعة، لكن يمكنك البدء بشحنة صغيرة بتكلفة تتراوح بين $500 و$2000 للتجربة. بعد بيعها وتحقيق الربح يمكنك تدوير رأس المال لاستيراد دفعات أكبر. هامش الربح في هذه الحالة قد يكون مرتفعًا إذا تم اختيار المنتجات بعناية، فكثير من السلع قد تحقق 30-40% ربح صافي أو أكثر لكل قطعة نظرًا لفارق الأسعار بين بلد الشراء واليمن. هذا المشروع يتطلب دراسة حاجة السوق جيدًا والتنسيق اللوجستي للشحن والجمارك، لكنه قابل للإدارة عن بُعد إذا توفر شخص موثوق يستلم البضاعة ويشرف على المبيعات داخل اليمن.

 

اخر تحديث: 21 فبراير 2025 الساعة 06:30 مساءاً
شارك الخبر