في يوم 12 يونيو/ حزيران، خضع بروكس (27 عاما) لاختبار للكشف عما إذا كان السائق تحت تأثير الكحول أو مواد مخدرة أخرى، وذلك بعدما عُثر عليه نائما داخل سيارته التي كانت تسد مدخل حارة مخصصة لشراء الطعام دون مغادرة السيارة بأحد فروع سلسلة مطاعم وينديز للوجبات السريعة. وجاءت نتيجة الاختبار إيجابية.
وبعد إبعاد السيارة جانبا، بدا بروكس، وهو أب لأربعة أطفال "غير متزن قليلا، لكن سلوكه خلال هذه الحادثة كان مرحا تقريبا"، حسبما قال بول هوارد، المدعي العام بمقاطعة فولتون، يوم الأربعاء.
وظهر بروكس في مقطع فيديو، تزيد مدته عن 40 دقيقة، وهو يمتثل للأوامر، حيث وافق على الخضوع لتفتيش عن الأسلحة، كما قدم بيانات هويته.
لكن عندما حاول الضباط تقييده بدأ يقاوم. ويُظهر الفيديو على ما يبدو بروكس وهو يلكم الشرطي رولف وينتزع المسدس الصاعق الخاص ببرونسان قبل أن يصوبه نحو رولف أثناء محاولة الفرار.
وأصيب بروكس بطلقتين في الظهر توفى على إثرهما. وقال محققون إن رصاصة واحدة للشرطة أصابت أيضا سيارة شاهد وكادت أن تقتله.
ولأكثر من دقيقتين بعد إصابة بروكس، لم يحاول أي من الشرطيين الاثنين تقديم مساعدة طبية له، رغم أن التعليمات تلزمهم بمساعدته فورا.
وبدلا من مساعدته، قام الشرطي رولف بركل بروكس وهو ممدد على الأرض، بينما وقف زميله بروسنان فوق كتفه وهو يحتضر، بحسب تصريحات المدعي هوارد.
ماذا كشف المدعي العام أيضا؟
قال المدعي العام بالمقاطعة إن ثمانية مقاطع فيديو مسجلة من موقع الحادث أظهرت أن بروكس "لم يقم بأي سلوك عدواني خلال 41 دقيقة و17 ثانية" من عملية استجوابه، ولم يشكل أي خطر جسدي على الضباط في ذلك الوقت.
ويقول المحققون إن بروكس كان على مسافة 5.5 متر من الضباط عندما أصيب برصاصتين في ظهره.
وأضاف هوارد: "أعتقد أنه وقت إطلاق النار، لم يكن بروكس يمثل تهديدا"، مشيرا إلى أن قواعد الشرطة تحظر إطلاق سلاح صاعق على مشتبه به أثناء الفرار.
وشدد على أنه وفقا لهذه القاعدة لا يجب إطلاق الرصاص أيضا على شخص يهرب.
ما هو رد فعل المشتبه بهما؟
ألقى محامي الشرطي رولف باللوم على بروكس لأنه قرر أن "يهاجم بعنف" الضباط "فجأة، دون سابق إنذار أو استفزاز".
وقال بيان صادر عن مكتب لوروسو للمحاماة إن "بروكس هاجم بعنف ضابطين ونزع سلاح أحدهما".
وأضاف البيان "عندما استدار بروكس ووجه شيئا نحو الضابط رولف، فإن أي ضابط في هذا الموقف سيفكر في أنه ينوي نزع سلاحه أو تعطيله أو إصابته بجروح خطيرة".
ورفض محامي الضابط الآخر بروسنان إدعاء نائب المقاطعة بأن موكله سيكون بمثابة "شاهد دولة" أو أنه اعترف بالوقوف على بروكس وهو يحتضر.
وقال المحامي دون صامويل لصحيفة أتلانتا جورنال ديستانت إن "هذه الرواية غير صحيحة على الإطلاق".
كيف كانت ردود الأفعال على الحادث؟
جاء الحادث وسط اضطرابات في شتى أنحاء البلاد احتجاجا على مقتل جورج فلويد، وهو مواطن أسود ولم يكن مسلحا أيضا، وهو قيد احتجاز الشرطة في مينيابوليس بولاية مينيسوتا.
وبعد الحادث، تم فصل أربعة ضباط ضالعين فيه. وهم يواجهون اتهامات بالقتل من الدرجة الثانية أو المساعدة والتحريض على القتل.
وبعد مقتل بروكس في أتلانتا، أحرق محتجون غاضبون مطعم وينديز حيث وقع الحادث، وذلك بعد أن حضر للمكان أكثر من 1000 متظاهر في الساعات التي تلت مقتله.
وقالت توميكا ميللر، محامية أرملة بروكس، إنه لم يكن هناك علم ببعض التفاصيل التي وقعت وتم الإعلان عنها يوم الأربعاء، ومنها أن الشرطي رولف ركل بروكس وهو يحتضر.
وقال المحامي كريس ستيوارت إن "هذا أمر مفجع، لكنها محاولة لإعادة تعريف العدالة".
يأتي قرار توجيه الاتهامات بعد خمسة أيام فقط من وفاة بروكس، وبينما تستعد عائلته لجنازته.