204% - هذا هو الرقم الصادم الذي يكشف حجم الكارثة الاقتصادية التي تجتاح اليمن اليوم، حيث يدفع سكان عدن أكثر من ثلاثة أضعاف ما يدفعه نظراؤهم في صنعاء مقابل نفس الدولار الأمريكي، في مشهد يعكس انهياراً غير مسبوق للعملة المحلية.
كشفت بيانات أسعار الصرف ليوم الأربعاء 31 ديسمبر 2025 عن فجوة مالية مدمرة بين المناطق اليمنية، إذ وصل سعر الدولار في عدن إلى مستويات قياسية بلغت 1618 ريالاً للشراء و1633 للبيع، بينما لا يتجاوز في صنعاء 535 ريالاً للشراء و540 للبيع.
الصدمة الأكبر تكمن في أن نفس الدولار الواحد يفقد أكثر من ثلثي قيمته عند الانتقال من عدن إلى صنعاء، مما يعني أن المواطن في عدن بحاجة لدفع 1083 ريالاً إضافياً مقابل كل دولار مقارنة بصنعاء.
الوضع لا يختلف كثيراً مع العملة السعودية، حيث يصل سعر الريال السعودي في عدن إلى 425 ريالاً يمنياً للشراء مقابل 140 ريالاً فقط في صنعاء، مسجلاً فجوة تتخطى 203%.
هذا التدهور المتسارع يأتي في ظل:
- ظروف اقتصادية خانقة تضرب البلاد وتؤثر بشكل مباشر على الأسواق المحلية
- انعكاسات مدمرة على مستوى المعيشة خاصة للطبقات الشعبية والمتوسطة
- عجز متنامي في قدرة المواطنين على مواكبة الارتفاعات الجنونية للأسعار
الخبراء الاقتصاديون يحذرون من أن استمرار هذا التدهور قد يؤدي إلى انهيار كامل للنظام النقدي، مع توقعات بوصول أسعار الصرف لمستويات أكثر كارثية في الأشهر المقبلة إذا لم تتدخل الأطراف المعنية بحلول عاجلة.