في أقل من 24 ساعة، انهار تحالف عسكري استمر عقداً كاملاً في قلب الخليج العربي. نفذت المقاتلات السعودية في ساعات الفجر الأولى لصباح الثلاثاء غارات جوية مدمرة ضد القوات الانفصالية المدعومة إماراتياً في اليمن، مستهدفة شحنات أسلحة وصلت عبر سفن أوقفت عمداً أنظمة التتبع الخاصة بها.
أعلنت الرياض رسمياً أن هذه الضربات الجوية استهدفت مخازن أسلحة ومركبات مدرعة إماراتية في مدينة المكلا الساحلية، مؤكدة أن هذه الشحنات العسكرية تشكل تهديداً مباشراً لأمنها القومي. وصرحت المملكة بأن أمنها القومي خط أحمر، في تحذير مباشر لأبوظبي.
مهلة 24 ساعة للإجلاء الفوري
في تصعيد دراماتيكي، ألغى رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسية اليمنية الاتفاقية الدفاعية مع الإمارات، وأصدر أمراً بإجلاء جميع القوات الإماراتية من الأراضي اليمنية خلال مهلة قصوى قدرها 24 ساعة فقط.
كما فرض حصاراً جوياً وبحرياً شاملاً لمدة 72 ساعة على جميع المنافذ والموانئ اليمنية، في خطوة تهدف لقطع خطوط الإمداد الإماراتية نهائياً.
جذور الانشقاق الخليجي
ينبع هذا التصعيد العسكري من توسع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في محافظة حضرموت الاستراتيجية، التي تحتوي على الجزء الأكبر من احتياطيات النفط اليمنية وتقع على الحدود المباشرة مع السعودية.
وصفت وزارة الخارجية السعودية الدعم الإماراتي للانفصاليين الجنوبيين بأنه خطير للغاية وتهديد للأمن القومي للمملكة وكذلك للأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية والمنطقة.
من جانبه، أعرب المجلس الانتقالي الجنوبي عن قلقه البالغ إزاء الغارات السعودية، مدعياً أنها استهدفت وحداته النخبوية في حضرموت بشكل مباشر.
نهاية عصر التحالف الخليجي؟
يشير هذا التطور الخطير إلى انهيار محتمل للتحالف العسكري الذي شكلته السعودية عام 2015 بمشاركة الإمارات لمحاربة الحوثيين. فبعد تنفيذ آلاف الغارات الجوية المشتركة على مدار تسع سنوات، تجد الدولتان الخليجيتان نفسيهما في مواجهة مباشرة على الأراضي اليمنية.
يحذر محللون من أن التوسع السريع للمجلس الانتقالي الجنوبي قد يدفع البلاد نحو تقسيم فعلي، خاصة مع سيطرة الحوثيين على الشمال بما في ذلك العاصمة صنعاء، بينما يسعى الانفصاليون الجنوبيون لاستعادة حدود ما قبل الوحدة اليمنية عام 1990.