بعد ثلاثة عقود من المرافقة الإدارية المتفانية لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، انطفأت شعلة أحمد عبدالرحمن الخريصي، وكيل إمارة المنطقة السابق، ليترك وراءه فراغاً إدارياً قد لا تملؤه الأجيال القادمة.
استطاع الخريصي خلال مسيرته الطويلة أن يتحول من موظف حكومي إلى رمز للنزاهة الإدارية، حيث جسّد نموذجاً فريداً للمسؤول الذي يحمل منصبه كأمانة مقدسة. وقد شكّلت علاقته بأمير المنطقة نموذجاً متميزاً للتناغم بين القيادة والتنفيذ، مما ساهم في ترسيخ الاستقرار الإداري والتنموي في المنطقة.
تميز الراحل بقدرته على الموازنة بين هيبة المنصب وقربه من المواطنين، فكان يتعامل مع الجمهور بوجه بشوش ونفس مطمئنة، دون أن يفقد احترام الموقع الرسمي. كما اشتهر بحكمته في اتخاذ القرارات، حيث كان يعرف متى يتحدث ومتى ينصت، ومتى يطبق الحزم ومتى يُظهر الرحمة.
- ملازمة مستمرة للأمير فهد بن سلطان امتدت لسنوات طويلة
- دور محوري في ترسيخ تقاليد إدارية راسخة بالمنطقة
- نموذج متفرد في النزاهة والإخلاص للوظيفة العامة
- حلقة وصل أمينة بين القيادة والمواطنين
لم تقتصر خدمات الخريصي على الجوانب الإدارية البحتة، بل امتدت لتشمل دوره كحافظ للذاكرة المؤسسية للمنطقة، وشاهد على التطورات التنموية التي شهدتها تبوك عبر العقود الماضية. وقد نجح في نقل روح القيادة الحكيمة إلى تفاصيل العمل اليومي، مما جعله جسراً متيناً بين الرؤى الاستراتيجية والتطبيق الميداني.
تنعى منطقة تبوك اليوم فقدان أحد أبرز رموزها الإدارية، رجلاً ترك بصمة لا تُمحى في قلوب من تعامل معه، وأرسى معايير عالية للخدمة العامة. ويبقى إرثه شاهداً على أن المناصب الحقيقية تُقاس بالأثر الإنساني، وأن الخلود الحقيقي يكون بالذكرى الطيبة والسيرة العطرة.