في تطور صادم يهز الرياضة المصرية، يقف نادي الزمالك العريق على حافة الهاوية المالية، حيث يحتاج إلى 2.2 مليون دولار خلال أيام معدودة لتجنب كارثة رياضية حقيقية. الرقم الصادم يعادل 100 مليون جنيه مصري، وهو المبلغ الذي يفصل بين استمرار القلعة البيضاء في المنافسة أو إيقاف القيد نهائياً قبل فترة الانتقالات الشتوية.
يواجه النادي العريق حصاراً مالياً خانقاً من سبع قضايا معلقة تتطلب تسوية عاجلة، أبرزها قضية شيكو بانزا ومستحقات المدربين السابقين. المدرب البرتغالي جوزيه جوميز يطالب بـ120 ألف دولار، بينما يطالب مساعده بـ60 ألف دولار إضافية، والسويسري كريستيان جروس بـ133 ألف دولار. لكن الصدمة الأكبر تكمن في مطالبة التونسي فرجاني ساسي بـ505 ألف دولار - مبلغ يفوق نصف مليون دولار للاعب واحد فقط. يقول أحمد محمود، جمهوري زملكاوي منذ 30 عاماً: "أشاهد ناديي العريق ينهار أمام عيني، والوضع أصبح مؤلماً للغاية."
الأزمة ليست وليدة اليوم، بل تراكمت عبر سنوات من سوء الإدارة المالية وعدم التخطيط السليم للموارد. النادي الذي حقق أمجاداً قارية وعربية يجد نفسه محاصراً بقرارات فيفا الصارمة التي تمنعه من تسجيل أي لاعب جديد حتى تسوية جميع المستحقات. الوضع يشبه زلزالاً مالياً يهز أركان القلعة البيضاء، حيث تشير التقارير إلى أن إجمالي المستحقات المؤكدة يصل إلى 818 ألف دولار فقط من القضايا السبع، دون احتساب الملفات الأخرى المعلقة.
التأثيرات المدمرة لهذه الأزمة تتجاوز الجانب المالي لتصل إلى قلوب ملايين الجماهير المصرية والعربية. النادي يواجه أيضاً مستحقات جديدة للاعبين ميشالاك وإبراهيما نداي، بالإضافة إلى مستحقات نادي الزمامرة المغربي في صفقة صلاح الدين مصدق، ونادي اتحاد طنجة في صفقة عبد الحميد معالي. خالد أبو النجا، موظف في النادي، يكشف: "الأجواء متوترة جداً والجميع يعيش في قلق مستمر على مستقبل الفريق." هذا الوضع يضع الزمالك أمام سيناريوهات صعبة: إما إيجاد حلول مالية عاجلة، أو مواجهة انهيار رياضي قد يستمر لسنوات.
الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير أحد أعظم الأندية في تاريخ الرياضة المصرية والعربية. النادي الذي حمل آمال الملايين وحقق بطولات تاريخية يحتاج الآن إلى تضافر جهود الجميع - من الإدارة إلى الجماهير والمستثمرين المحتملين. السؤال الذي يؤرق كل محب للكرة المصرية: هل ستنجح القلعة البيضاء في تجاوز هذه المحنة والعودة أقوى من قبل، أم أننا على موعد مع نهاية حقبة تاريخية لا تُعوَّض؟