في لحظة واحدة، توقفت مصر لتودع أماً، وتحول مسجد عمر مكرم العريق إلى بحر من الدموع والدعوات الصادقة. من رئيس الوزراء إلى الفنان البسيط... الكل جاء ليقول: شكراً لمن ربت قلماً مؤثراً، في مشهد مهيب يذكرنا جميعاً بحقيقة مؤلمة: أمهات ترحل يومياً دون أن ندرك قيمتهن الحقيقية.
مساء الثلاثاء، تحول مسجد عمر مكرم إلى بحر من الدموع والدعوات لوداع السيدة تحية الخطيب، والدة الكاتب الصحفي المؤثر عماد الدين حسين. مئات الحضور، عشرات الشخصيات العامة، وقلب واحد يبكي أماً راحلة. الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ترك مهامه الجسام ليؤدي واجباً إنسانياً نبيلاً، بينما توافد نجوم الفن والإعلام والرياضة في لحظات صمت تخللتها دعوات صادقة لروح الفقيدة.
تحية الخطيب... الأم التي ربت واحداً من أهم الأقلام المصرية، تستحق كل هذا التكريم. مكانة عماد الدين حسين الإعلامية والسياسية كرئيس تحرير الشروق وعضو مجلس النواب جعلت عزاء والدته حدثاً مجتمعياً استثنائياً. مسجد عمر مكرم بميدان التحرير... الشاهد الصامت على وداع عمالقة مصر عبر التاريخ، من نجيب محفوظ إلى أم كلثوم، يستقبل اليوم أماً أخرى من أمهات مصر العظيمات.
في هذه اللحظات المؤثرة، كل مصري يتذكر والدته... يدعو لها إن كانت راحلة، يقبل يدها إن كانت حية. المشهد أشبه بحملة عفوية لتكريم الأمهات في جميع أنحاء البلاد، حيث تفاعل الحضور بطرق مختلفة - من الدموع الصامتة للدعوات الجهورية. رائحة البخور تملأ المكان، وبرودة المساء لا تقلل من دفء التكافل الإنساني الذي شهده قلب القاهرة النابض.
مشهد واحد... معاني عظيمة: البر، الوفاء، التكافل المجتمعي الأصيل. ستبقى ذكرى هذا العزاء درساً خالداً في قيمة الأمهات وضرورة تقديرهن. الفرصة الذهبية أمامنا جميعاً لنقدر أمهاتنا قبل فوات الأوان. اتصل بوالدتك الآن، قل لها أحبك، فكم من أم تنتظر كلمة حب من ابنها؟
