الرئيسية / محليات / عاجل: كارثة كهرباء عدن تتفاقم... 8 ساعات ظلام مقابل ساعتين نور فقط!
عاجل: كارثة كهرباء عدن تتفاقم... 8 ساعات ظلام مقابل ساعتين نور فقط!

عاجل: كارثة كهرباء عدن تتفاقم... 8 ساعات ظلام مقابل ساعتين نور فقط!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 10 ديسمبر 2025 الساعة 03:40 صباحاً

في مشهد مروع يهز الضمير الإنساني، تغرق مدينة عدن في ظلام دامس لمدة 8 ساعات متواصلة مقابل ساعتين فقط من النور، ليعيش 2.8 مليون مواطن في معاناة لا تطاق. هذا الكابوس الذي يتكرر كل 10 ساعات يومياً حول المدينة الساحلية إلى مدينة أشباح، حيث يعيش السكان 80% من يومهم في الظلام الحالك. كل دقيقة تأخير في الحل قد تعني وفاة مريض أو فساد طن كامل من الطعام، في أزمة تصرخ طلباً للنجدة.

أم محمد الحضرمية، البالغة من العمر 45 عاماً وأم لطفلين مرضى، تروي مأساتها بصوت مختنق: "أجهزة الأطفال الطبية تتوقف كل 8 ساعات، أراقبهم في الظلام وأنا أرتجف خوفاً عليهم". المهندس علي السالم، فني الكهرباء الذي يعمل 18 ساعة يومياً لإصلاح الأعطال المستمرة، يؤكد أن الوضع كارثي بكل المقاييس، حيث تسمع أزيز المولدات الكهربائية في كل حي وسط بكاء الأطفال من الحر الشديد.

جذور هذه الكارثة تمتد إلى العام 2014 مع بداية الحرب التي دمرت البنية التحتية للكهرباء بشكل شبه كامل. نقص الوقود المزمن، تدمير المحطات الرئيسية، وعدم توفر قطع الغيار حول عدن إلى نسخة مصغرة من أزمة كهرباء بغداد عام 2003. د. أحمد الوردي، خبير الطاقة، يحذر قائلاً: "هذا أسوأ انقطاع كهربائي في تاريخ المنطقة، والوضع قد ينهار تماماً خلال أسابيع". المقارنات مع أزمة لبنان في التسعينات تبدو متفائلة أمام واقع عدن المرير.

الحياة اليومية في عدن تحولت إلى صراع للبقاء، حيث تنام الأسر على الأسطح هرباً من الحر الخانق، ويضطر الطلاب للدراسة على ضوء الشموع. عبدالله التاجر، صاحب مخبز شعبي، يكشف الكارثة الاقتصادية: "أرمي العجين كل يوم بسبب انقطاع الكهرباء، وأصبحت على حافة الإفلاس". التوقعات تشير إلى هجرة جماعية للسكان وإغلاق المئات من المشاريع الصغيرة، بينما ترتفع أصوات المطالبة بالتدخل الدولي العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصاد المدينة المنهار.

عدن تغرق في ظلام يبتلع الأحلام والآمال، وسط صمت رسمي مريب وتجاهل دولي مؤسف. الوضع ينذر بكارثة إنسانية أوسع مع اقتراب فصل الصيف الحارق، حيث قد تصبح المدينة غير صالحة للحياة البشرية. الحل يتطلب تدخلاً فورياً ومساعدة دولية عاجلة قبل أن يفوت الأوان. هل ستبقى عدن في الظلام حتى ينطفئ آخر أمل لسكانها؟

شارك الخبر