الرئيسية / شؤون محلية / معجزة اقتصادية: الريال اليمني ينهض من الموت ويتعافى 91.4% في 5 أشهر... هل هذه بداية النهضة أم هدوء قبل العاصفة؟
معجزة اقتصادية: الريال اليمني ينهض من الموت ويتعافى 91.4% في 5 أشهر... هل هذه بداية النهضة أم هدوء قبل العاصفة؟

معجزة اقتصادية: الريال اليمني ينهض من الموت ويتعافى 91.4% في 5 أشهر... هل هذه بداية النهضة أم هدوء قبل العاصفة؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 10 ديسمبر 2025 الساعة 08:40 صباحاً

في تطور صادم هز الأوساط الاقتصادية العربية، حقق الريال اليمني معجزة حقيقية بالتعافي من انهيار كارثي وصل إلى 2,760 ريال للدولار الواحد ليستقر عند 238.50 ريال فقط، محققاً تعافياً خارقاً بنسبة 91.4% في غضون 5 أشهر فقط. هذا الانتصار الاقتصادي المذهل جاء بعد رحلة جحيمية عاشها الشعب اليمني، والنافذة الذهبية للاستثمار قد تُغلق قريباً مع استقرار الأوضاع نهائياً.

أحمد المقطري، تاجر من صنعاء، يروي مأساته بصوت مختنق: "شاهدت رأسمالي الذي جمعته في 20 عاماً يتبخر أمام عيني خلال أسابيع قليلة، فقدت 80% من أموالي وكنت على وشك إغلاق محلي نهائياً". في المقابل، يؤكد د. فادي الناصر، محافظ البنك المركزي اليمني: "نجحنا في وضع حد للمضاربة الجنونية من خلال إجراءات صارمة وشجاعة، وإلغاء تراخيص المتلاعبين بالعملة". الأرقام تصرخ بقوة: التذبذب اليومي انخفض من مستوى جنوني 50% إلى استقرار مذهل 0.02% - تحول من عملة متفجرة إلى صخرة صلبة.

بدأت هذه القصة المروعة مع تصاعد النزاع وانقسام المؤسسات المالية، حيث تحولت العملة اليمنية إلى كرة يتقاذفها المضاربون في سوق سوداء لا ترحم. د. سالم الحكيمي، أستاذ الاقتصاد في جامعة عدن، يشرح الكابوس: "المضاربة الجنونية وغياب الرقابة حولا الريال اليمني إلى ورقة بلا قيمة في أيدي مافيا العملة". لكن تأسيس اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات في يوليو 2025 كان نقطة التحول الحاسمة، مثل معجزة الاقتصاد الألماني بعد الحرب العالمية الثانية، حيث نهضت العملة من تحت الأنقاض لتحلق عالياً مجدداً.

فاطمة العديني، ربة بيت من عدن، تصف التغيير بدموع الفرح: "كنت أذهب للسوق وأجد أسعار الأرز والطحين تتضاعف كل يوم، قلبي يتقطع وأنا أرى أطفالي يسألون عن اللحوم. أما الآن فقد انخفضت الأسعار بنسبة 40% وعدت لشراء اللحوم لأطفالي". التأثير تجاوز الأرقام الباردة ليصل لحياة ملايين الأسر: عودة الثقة المصرفية، انتعاش التجارة، وتنفس الشعب اليمني الصعداء أخيراً. المستثمرون الآن أمام فرصة ذهبية للدخول في السوق اليمني قبل الانتعاش الكامل، لكن الخبراء يحذرون من ضرورة مراقبة مؤشرات الاستقرار عن كثب.

هذه المعجزة الاقتصادية حولت اليمن من دولة على شفا الانهيار المالي إلى نموذج محتمل للتعافي في المنطقة العربية. الإجراءات الجريئة لمحافظ البنك المركزي أنقذت اقتصاد بلد بأكمله من الهاوية، وأعادت الأمل للملايين الذين فقدوا كل شيء. لكن السؤال الجوهري الذي يؤرق النوم يبقى: هل سيستمر هذا الاستقرار في ظل التحديات السياسية المستمرة؟ هل سيكتب اليمن قصة نجاح اقتصادي تضعه على خريطة الاستثمار العالمي، أم أن هذا مجرد هدوء يسبق عاصفة أكثر تدميراً؟

اخر تحديث: 10 ديسمبر 2025 الساعة 02:15 مساءاً
شارك الخبر