الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: انهيار 9 سنوات من الحضور السعودي في اليمن خلال أسبوع واحد - العليمي يطير للرياض للمشاورات الطارئة!
عاجل: انهيار 9 سنوات من الحضور السعودي في اليمن خلال أسبوع واحد - العليمي يطير للرياض للمشاورات الطارئة!

عاجل: انهيار 9 سنوات من الحضور السعودي في اليمن خلال أسبوع واحد - العليمي يطير للرياض للمشاورات الطارئة!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 07 ديسمبر 2025 الساعة 09:05 مساءاً

في انهيار صادم لم تشهد المنطقة مثيله منذ عقود، تبخرت 9 سنوات من الحضور العسكري السعودي في اليمن خلال 7 أيام فقط، مسجلة أسرع انسحاب عسكري في التاريخ المعاصر للشرق الأوسط. منطقة بحجم بلجيكا وهولندا مجتمعتين سقطت في قبضة المجلس الانتقالي الجنوبي دون إطلاق رصاصة واحدة، في مشهد يذكرنا بانهيار الدومينو عندما تسقط القطعة الأولى. الخبراء يحذرون: هذا التغيير الجذري الذي يحدث الآن قد يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط للأبد.

في صمت مطبق اهتزت له أركان المنطقة، انسحبت الكتيبة السعودية-السودانية من معاشيق حاملة معها كامل عتادها، بينما رفرفت أعلام المجلس الانتقالي فوق سيئون وحضرموت والمهرة في مشهد تاريخي. الأرقام لا تكذب: مليارات الدولارات من الاستثمارات العسكرية، آلاف الجنود، وتسع سنوات من التضحيات تحولت إلى ذكرى في أسبوع واحد. "لم نتوقع هذا السقوط السريع، كان الأمر وكأن أحداً رفع الراية البيضاء دون حرب" - هكذا وصف أحمد العسيري، الضابط السعودي المتقاعد، صدمته وهو يشاهد انهيار كل ما بناه الجيش السعودي طوال عقد كامل. في الخلفية، تصاعد غبار المركبات المنسحبة مخلفاً وراءه فراغاً استراتيجياً ملأه المجلس الانتقالي بسرعة البرق.

هذا الانسحاب ليس مجرد قرار عسكري، بل نهاية حقبة كاملة بدأتها السعودية عام 2015 مع عملية عاصفة الحزم. مثل لاعب شطرنج ماهر يعيد ترتيب قطعه قبل الهجمة الحاسمة، تتبنى الرياض الآن استراتيجية "التأثير عن بُعد" بدلاً من الهيمنة المباشرة، لكن السؤال المحوري يبقى: هل ستنجح هذه المقامرة الاستراتيجية؟ التاريخ يذكرنا بانسحابات مماثلة - من فيتنام إلى أفغانستان - حيث تركت القوى العظمى فراغاً سرعان ما ملأته قوى محلية. د. محمد العريقي، خبير الشؤون اليمنية، يحذر بوضوح: "هذا تحول جذري من الهيمنة المباشرة إلى التأثير عن بُعد، لكن التاريخ يعلمنا أن مثل هذه التحولات نادراً ما تمر دون عواقب وخيمة."

التأثير على الحياة اليومية لا يقل صدمة عن السرعة التي حدث بها التغيير. علي الكثيري، مواطن من سيئون، يروي كيف تحول واقعه رأساً على عقب: "استيقظت صباح الجمعة لأجد أعلام المجلس الانتقالي ترفرف فوق المباني التي ظلت تحت سيطرة الحكومة الشرعية لسنوات طويلة." أسعار النفط اليمني تتأرجح في فوضى عارمة، الخدمات الحكومية في حالة من عدم اليقين، وملايين اليمنيين يجدون أنفسهم تحت إدارة جديدة لم يختاروها. الاستثمارات الأجنبية معلقة في الهواء، وشركات النفط تعيد تقييم مخاطرها في منطقة أصبحت أكثر تقلباً من البورصة في أسوأ أيامها. الوضع ينتشر بسرعة النار في الهشيم، والمنطقة بأكملها تحبس أنفاسها في انتظار الفصل التالي من هذه الدراما الجيوسياسية المعقدة.

بينما يحلق رشاد العليمي فوق الرياض في رحلة المشاورات الطارئة، تلوح في الأفق أسئلة مصيرية تحدد مستقبل المنطقة بأكملها. التحليلات تشير إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة: التقسيم الفعلي لليمن إلى دولتين منفصلتين، حرب أهلية جديدة بين الفصائل المتنافسة، أو معادلة أكثر تعقيداً تعيد تشكيل التوازنات الإقليمية بالكامل. ما حدث في سبعة أيام فقط قد يحدد مصير الشرق الأوسط للعقود القادمة. هل نشهد الآن ولادة واقع جيوسياسي جديد، أم أن هذا مجرد هدوء ما قبل العاصفة؟ المؤكد أن المنطقة التي نعرفها بدأت تتغير بوتيرة مرعبة، والسؤال الذي يؤرق الجميع: هل أنت مستعد لما قد يحمله الغد؟

شارك الخبر