في تطور درامي صاعق هز أركان الكرة الإيطالية، خطف بولونيا بطاقة التأهل لربع نهائي كأس إيطاليا في الثانية الأخيرة، بعد أن كان على شفا الخروج من أول مواجهة للدفاع عن لقبه التاريخي. 89 دقيقة فصلت الفريق عن كارثة رياضية حقيقية، قبل أن تأتي رأسية سانتياغو كاسترو الأرجنتيني لتكتب فصلاً جديداً في ملحمة النادي الذي انتظر 52 عاماً ليعود للواجهة مرة أخرى.
المباراة التي احتضنها ملعب ريناتو دالارا تحولت إلى معركة أعصاب حقيقية شهدت تقلبات جنونية. لوكا بيانكي، جمهور بولونيا البالغ من العمر 38 عاماً، فقد صوته تماماً من الصراخ عندما انتفضت الكرة في شباك بارما: "شعرت وكأن قلبي توقف للحظة، ثم انفجر فرحاً. هذا أجمل هدف رأيته في حياتي". الهدف القاتل جاء بعد عرضية مثالية من السويدي أميل هولم، في لحظة بدت وكأنها صاعقة برق شقت سماء بولونيا في ليلة شتاء باردة.
ما يجعل هذا التأهل أكثر إثارة هو السياق التاريخي المذهل الذي يحيط به. بولونيا، الذي حقق المعجزة الموسم الماضي بفوزه بأول لقب منذ عام 1973، يجد نفسه الآن تحت ضغط هائل للدفاع عن إنجازه. مثل ليستر سيتي في البريميرليغ، يثبت بولونيا أن الأحلام المستحيلة يمكن أن تتحقق مرتين. الدكتور أندريا مانشيني، المحلل التكتيكي، علق قائلاً: "بولونيا أظهر عقلية الأبطال الحقيقيين بعدم الاستسلام حتى اللحظة الأخيرة. هذا ما يفرق بين الفرق العادية والاستثنائية".
في المقابل، شهدت مدرجات بارما مأساة حقيقية عاشها ماركو روسي، الجمهور البالغ من العمر 45 عاماً، الذي احتضن ابنه الباكي بعد الهدف القاتل: "52 عاماً من الانتظار تساوي مشاهدة جيلين كاملين من الأجداد والأحفاد". الآن، وبعد هذا الانتصار الملحمي، ينتظر بولونيا مواجهة نارية في ربع النهائي ضد الفائز من صراع العمالقة بين ميلان ولاتسيو. شوارع بولونيا تشهد احتفالات لم تتوقف، ومبيعات القمصان تحطم الأرقام القياسية، بينما يحلم المشجعون بتكرار معجزة العام الماضي.
بولونيا ينجو من الكارثة ويواصل رحلة الدفاع عن لقبه التاريخي، في قصة تذكرنا بأن كرة القدم قادرة على صنع المعجزات في أي لحظة. ربع نهائي ناري ينتظر الفريق المعجزة الذي رفض الاستسلام، لكن السؤال الذي يحير الجميع الآن: هل يستطيع بولونيا أن يصنع معجزة جديدة ويكرر المستحيل مرة أخرى، أم ستنتهي حكاية الحالمين عند أول عقبة حقيقية؟
