في تطور صادم يهدد بإشعال منطقة أمريكا الجنوبية بأكملها، نشرت فنزويلا 15 ألف جندي على حدودها مع كولومبيا، بينما ردت الولايات المتحدة بحاملة طائرات عملاقة في أكبر مواجهة عسكرية تشهدها المنطقة منذ عقود. أكبر احتياطي نفطي في العالم - 300 مليار برميل - يصبح الآن ساحة للصراع الجيوسياسي الأخطر في القرن الحادي والعشرين.
دوي الطائرات الحربية يملأ أجواء الكاريبي بينما تتحرك المدرعات الفنزويلية على الحدود في مشهد يذكر بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. الجنرال خوسيه أورتيغا، قائد العمليات العسكرية الفنزويلية، يؤكد: "نحن مستعدون لحماية سيادتنا ضد أي تهديد إمبريالي." كما شهدت فنزويلا تخريج 5600 جندي جديد في أكبر دفعة عسكرية بتاريخها الحديث، فيما رست حاملة الطائرات الأمريكية USS Gerald R. Ford في المياه الكاريبية مصحوبة بقاذفات بعيدة المدى.
خلف هذا التصعيد المفاجئ قصة طويلة من الصراع حول الذهب الأسود الفنزويلي. مادورو، الذي وصف النشر العسكري الأمريكي بـ"التهديدات الإمبريالية الهادفة لإسقاط حكومته والسيطرة على النفط"، عزز تحالفاته مع القوى الشرقية. في مايو 2025، وقع شراكة استراتيجية مع فلاديمير بوتين في موسكو، بينما يقوم وزير خارجيته إيفان خيل بتعميق العلاقات مع السعودية. هذه التحالفات تشكل درعاً اقتصادياً وسياسياً قوياً ضد رياح العقوبات الغربية العاتية.
كارلوس رودريجيز, مزارع يعيش على الحدود الفنزويلية-الكولومبية، يصف الوضع: "أشعر بالخوف والقلق، أطفالي لا يستطيعون النوم من صوت الطائرات." تأثيرات هذا التصعيد تمتد لتشمل ارتفاعاً محتملاً في أسعار الطاقة عالمياً، وقلقاً متزايداً في أسواق المال. الدكتور أحمد الشمري، خبير الطاقة السعودي، يؤكد: "الشراكة مع فنزويلا استراتيجية حيوية لتعزيز أوبك+ ومواجهة السياسات الأحادية." المنطقة تقف على مفترق طرق بين فرص استثمارية هائلة في الطاقة ومخاطر عدم استقرار قد تهز العالم.
بينما تتجمع غيوم الصراع في سماء فنزويلا، تبني كاراكاس تحالفاً إقليمياً قوياً لمواجهة الضغط الأمريكي المتصاعد. الساعات القادمة ستحدد ما إذا كان العالم أمام حرب باردة جديدة أم مواجهة ساخنة قد تعيد تشكيل خريطة النفوذ العالمي. السؤال الذي يؤرق الجميع الآن: هل ستنجح فنزويلا في بناء تحالف قادر على صد العاصفة الأمريكية، أم أن المواجهة المباشرة باتت حتمية؟
