مليون ريال يمني! هذا سعر أونصة ذهب واحدة اليوم في اليمن، في انفجار صاعق ومذهل في أسعار الذهب في صنعاء وعدن. جرام الذهب في صنعاء أصبح أغلى من راتب موظف حكومي لشهرين كاملين، مما يعكس الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعصف بالبلاد. خلال 24 ساعة فقط، فقد الريال اليمني 15% إضافية من قيمته أمام الذهب، مما جعل الخبراء يطلقون تحذيرات استعجالاً للتصرف.
في مشهد يعكس عمق الأزمة الاقتصادية اليمنية، شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً جنونياً وصل لمستويات قياسية لم تشهدها البلاد من قبل. الفارق الصادم 81% بين مدن البلاد يكشف عن انقسام اقتصادي خطير. يقول شاب يمني في العقد الثالث: "لم أعد أستطيع شراء حتى خاتم بسيط لخطيبتي"، وتؤجل آلاف العرائس أحلامهن، في حين تبيع الأمهات مجوهراتهن التراثية.
منذ بداية الأزمة اليمنية قبل عقد من الزمن، تحول الذهب من رمز اجتماعي إلى رفاهية مكلفة. انهيار الريال، انقسام البلاد، نقص السيولة، المضاربة، وتقلبات الأسعار العالمية كلها عوامل خلفية لهذا الانفجار السعري. يذكرنا هذا بأزمة الكساد العظيم حين كان الذهب الملاذ الوحيد الآمن. الأسوأ لم يأت بعد، يحذر خبراء الاقتصاد من موجة تضخم أكبر قادمة.
تغيرت طقوس الزواج اليمنية التي اعتمدت لقرون على الذهب كرمز للكرامة والمكانة، ومع احتمال اضطرار جيل كامل من الشباب للزواج بدون الذهب التقليدي، يبقى السؤال: هل سيتحول الذهب من حلم بعيد المنال إلى حقيقة؟ تحذيرات من مضاربات خطيرة وفرص للاستثمار الذكي للقادرين تثير الانقسام بين اليأس والتشبث بالأمل في المجتمع اليمني حول مستقبل هذا التقليد العريق.
أرقام صادمة وفوارق جغرافية مؤلمة تهدد تقليداً عمره قرون. فهل سيظل الذهب حلماً بعيد المنال أم ستعود الأسعار لمستويات معقولة؟ على الحكومة التدخل، وعلى المواطنين البحث عن بدائل ذكية ومقبولة اجتماعياً. في بلد كان الذهب جزءاً من هويته... هل نشهد نهاية عصر الذهب اليمني؟