الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الريال اليمني ينقسم لنصفين… الدولار بـ1,632 في عدن مقابل 535 في صنعاء - فارق مدمر 305%!
صادم: الريال اليمني ينقسم لنصفين… الدولار بـ1,632 في عدن مقابل 535 في صنعاء - فارق مدمر 305%!

صادم: الريال اليمني ينقسم لنصفين… الدولار بـ1,632 في عدن مقابل 535 في صنعاء - فارق مدمر 305%!

نشر: verified icon مروان الظفاري 05 ديسمبر 2025 الساعة 09:05 مساءاً

في مشهد اقتصادي مرعب يهز أركان اليمن، كشفت آخر البيانات المصرفية عن انقسام كارثي للريال اليمني بفارق صاعق يبلغ 305% بين صنعاء وعدن. في ما يشبه السيناريو المستحيل، يحتاج المواطن في عدن إلى 1,632 ريالاً لشراء دولار واحد، بينما يكفي 535 ريالاً فقط في صنعاء. الخبراء يحذرون: هذا ليس مجرد تقلب عادي، بل انهيار منظم للعملة الوطنية على مدى 350 كيلومتراً فقط!

أحمد الصنعاني، موظف حكومي يبلغ من العمر 45 عاماً، يروي مأساته: "عندما انتقلت من صنعاء إلى عدن العام الماضي، اكتشفت أن راتبي الشهري لا يساوي سوى ربع قيمته السابقة. اضطررت لبيع منزلي لأستطيع العيش." هذه القصة تتكرر يومياً عبر آلاف العائلات اليمنية التي تجد نفسها محاصرة في فخ الانقسام النقدي. د. محمد الحضرمي، الخبير الاقتصادي، يصف الوضع بأنه "أسوأ انقسام نقدي في التاريخ العربي الحديث، حتى ألمانيا المنقسمة لم تشهد فارقاً بهذا الحجم المدمر."

الجذور المأساوية لهذه الكارثة تعود إلى عام 2016 عندما انقسم البنك المركزي اليمني، مما خلق نظامين نقديين متضادين داخل الوطن الواحد. على مدى 9 سنوات كاملة من التدهور المستمر، تفاقمت الأزمة بفعل نقص السيولة الدولارية في الجنوب وضعف الثقة في المؤسسات النقدية. كما يشبه الخبراء الوضع بانقسام ألمانيا الشرقية والغربية، لكن الفارق الاقتصادي في اليمن يفوق حتى تلك الحقبة المظلمة. انقطاع التنسيق بين شطري البنك المركزي حول هذا الانقسام إلى شرخ اقتصادي يبتلع مدخرات المواطنين يومياً.

فاطمة العدنية، التاجرة الذكية البالغة من العمر 38 عاماً، وجدت في هذه المأساة فرصة استثمارية: "أحول جزءاً من أموالي إلى صنعاء لشراء البضائع، ثم أبيعها في عدن بأرباح خيالية بفضل فارق الصرف." لكن هذه الفرص النادرة تأتي على حساب معاناة ملايين اليمنيين العاديين. سالم الصراف، صاحب محل صرافة يبلغ من العمر 52 عاماً، يشهد المأساة يومياً: "أرى العائلات تبكي عندما تكتشف أن مدخراتها تبخرت، والشباب يحلمون بالهجرة هرباً من هذا الكابوس النقدي." التوقعات المستقبلية تنذر بكارثة أكبر، حيث يتوقع الخبراء وصول الدولار إلى 2,000 ريال في عدن خلال الأسابيع القادمة.

في ظل هذا الواقع المرير، يبقى السؤال الأصعب: كم من الوقت يمكن لاقتصاد أن يصمد تحت هذا الانقسام المدمر؟ الخبراء ينصحون المواطنين بتجنب الاحتفاظ بمدخرات كبيرة بالريال اليمني والتحول الفوري للذهب أو العملات الصعبة. كل دقيقة تأخير قد تكلفك مئات الريالات من مدخراتك، والوقت ينفد بسرعة البرق في هذا السباق ضد انهيار العملة.

شارك الخبر