في تطور غير متوقع، استقر الريال اليمني أمام الدولار اليوم ليسجل 535 ريال للدولار الواحد، وهو رقم يجسد مأساة اقتصادية كاملة. راتب موظف حكومي شهرين يعادل دولار واحد فقط!، مما يعزز من صدمة الموقف لدى المواطن العادي الذي يعيش في ظل استقرار هش قد ينفجر في أي لحظة. ومع ذلك، الخبراء يحذرون بأن هذا الهدوء المؤقت يشبه هدوء ما قبل العاصفة، ووعدنا بالكشف عن التفاصيل الكاملة والتوقعات المستقبلية.
الحدث الرئيسي اليوم تجسد في استقرار أسعار صرف الريال عند مستوى مرتفع تاريخياً، حيث بلغ سعر الدولار الواحد 535 ريال، والريال السعودي عند 140.10 ريال. "هذا الاستقرار خادع، مثل هدوء ما قبل العاصفة"، يصرح أحد المحللين الاقتصاديين، مؤكدًا على أن المواطن العادي يحتاج راتب شهرين لشراء 100 دولار. أم محمد من صنعاء، تعيش تحت عبء الأسعار الباهظة: "نحتاج لثلاثة أيام عمل لشراء كيلو لحم واحد فقط."
منذ بداية الحرب في 2015، والريال يعاني من تقلبات حادة، حيث تراجع من 200 ريال للدولار إلى 535. الأسباب تتراوح بين الحرب وانقطاع الإيرادات النفطية وتراجع تحويلات المغتربين. الوضع الراهن يشبه حالة انهيار العملات في كل من لبنان وتركيا وفنزويلا. لا يتوقع الخبراء تحسنًا سريعًا؛ بالعكس، التوقعات متشائمة، ولا أحد يرى بصيص أمل قريب.
كل شيء مستورد أصبح باهظ التكلفة، من الأدوية إلى الغذاء والوقود. النتائج المتوقعة مزيد من الفقر والهجرة وتفاقم الأزمة الإنسانية. التحذيرات تتوالى بعدم الاحتفاظ بمبالغ كبيرة بالريال، .مع بروز فرصة للاستثمار الحذر. المواطنون يعيشون قلق واليأس يسيطر على المشهد التجاري والمغتربين يتقلصون في تحويلاتهم.
في ختام الوضع الراهن، ما زال استقرار الأسعار هش بشكل غير مسبوق، والجميع يترقب ما قد يحدث مستقبلاً، إذ أن الوضع مرهون بالاستقرار السياسي والأمني. لا يزال هناك مجال للحذر والتخطيط الفردي والعملي. تابع الأسعار، وزّع المدخرات ولا تنجرف وراء الهلع. يبقى السؤال الملح: "هل سيصمد هذا الاستقرار أم أننا على أعتاب انهيار جديد؟"