في كشف صادم هز العاصمة عدن، أعلن مصدر مسؤول في الشركة اليمنية للغاز أن مليون مواطن في العاصمة محرومون من الغاز المنزلي منذ شهر كامل، بعدما دمرت القطاعات القبلية في مأرب وأبين 60% من إمدادات الغاز الحيوية. والأخطر من ذلك؟ الأزمة قد تمتد لشهور إضافية إذا لم تحل خلال الأيام القادمة.
وفي تصريحات حصرية كشفت حجم الكارثة، أوضح المصدر المسؤول أن "القطاعات القبلية باتت أكبر تحدٍّ لعملية الإمداد والنقل"، حيث تسببت في تخفيض مقطورات المحطات المركزية إلى نحو 40% فقط من المخصص الشهري. أم فاطمة، ربة منزل في عدن البالغة من العمر 45 عاماً، تروي معاناتها: "اضطررت لاستخدام الحطب للطبخ بعد نفاد أسطوانة الغاز منذ أسبوعين، وأطفالي لا يجدون وجبات ساخنة."
وتكشف الخلفية المأساوية للأزمة أن هذا النمط من القطاعات القبلية ليس جديداً في اليمن، حيث شهدت البلاد أزمات وقود مشابهة في 2011 و2014 أثناء النزاعات السياسية. لكن الأخطر هذه المرة هو اعتماد العاصمة عدن على خط إمداد واحد عبر محافظة مأرب، مما يجعلها أكثر تأثراً وأسرع انهياراً من المحافظات الأخرى. محمد العدني، مدير إحدى محطات التوزيع، يعمل ليل نهار محاولاً توزيع الكمية المحدودة بعدالة، قائلاً: "الوضع كارثي والناس في حالة يأس."
وبينما تنتشر رائحة الدخان في أحياء عدن من استخدام الحطب، تتفاقم معاناة الأسر يومياً، خاصة النساء اللواتي يحملن أعباءً إضافية للبحث عن بدائل للطبخ. طوابير طويلة تتشكل أمام المحطات القليلة التي تحصل على كميات محدودة، بينما تنتشر أسطوانات فارغة في الشوارع كشاهد على حجم المأساة. والأخطر أن المطاعم والمخابز بدأت في الإغلاق التدريجي، مما ينذر بتفاقم الأزمة المعيشية وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال.
وفي الختام، يؤكد المسؤولون أنه في حال رفع القطاع القبلي في مأرب حالياً، ستستعيد السوق في عدن استقرارها تدريجياً خلال أيام قليلة. لكن السؤال المحوري يبقى: كم من الوقت يمكن لمليون شخص أن يصمدوا بدون غاز؟ والأهم.. متى ستتحرك الحكومة والجهات الأمنية لإنهاء هذه المعاناة الإنسانية قبل أن تتحول إلى كارثة حقيقية؟