الرئيسية / محليات / عاجل: أزمة نقدية تاريخية - المواطن في عدن يدفع 3 أضعاف نظيره في صنعاء للدولار الواحد!
عاجل: أزمة نقدية تاريخية - المواطن في عدن يدفع 3 أضعاف نظيره في صنعاء للدولار الواحد!

عاجل: أزمة نقدية تاريخية - المواطن في عدن يدفع 3 أضعاف نظيره في صنعاء للدولار الواحد!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 05 ديسمبر 2025 الساعة 03:35 مساءاً

في صدمة اقتصادية لم يشهد العالم العربي مثيلها منذ عقود، يدفع المواطن اليمني في عدن 1095 ريالاً إضافياً للحصول على دولار واحد مقارنة بنظيره في صنعاء، في انقسام نقدي جنوني يضع 30 مليون يمني أمام كارثة اقتصادية حقيقية. هذا الرقم المرعب - الذي يكفي لشراء وجبة طعام لأسرة كاملة - يعكس مأساة شعب بأكمله يعيش في دولتين اقتصاديتين مختلفتين تماماً داخل نفس البلد.

الأرقام تحكي قصة مؤلمة: بينما يحصل المواطن في صنعاء على الدولار مقابل 535 ريالاً، يضطر نظيره في عدن لدفع 1632 ريالاً للدولار الواحد - فارق يتجاوز 310% ويحطم كل المعايير الاقتصادية المعروفة. "هذا الوضع لم نشهد مثيله في التاريخ الاقتصادي العربي الحديث"، يصرخ د. عبدالله الحكيمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء، بينما تمتلئ الشوارع بطوابير المواطنين اليائسين أمام محلات الصرافة. أحمد محمد، الأب لأربعة أطفال من تعز، يروي مأساته: "اضطررت لبيع منزلي بنصف قيمته الحقيقية لأنني لا أستطيع تحمل هذا الجنون في أسعار الصرف".

جذور هذا الانهيار الاقتصادي تعود إلى عام 2015 عندما انقسم البنك المركزي اليمني مع بداية الصراع المسلح، مما أدى إلى ولادة اقتصادين متضادين يحكمان شعباً واحداً. الوضع اليمني أصبح أشبه بألمانيا الشرقية والغربية خلال الحرب الباردة، لكن بوتيرة انهيار أسرع وأقسى. عقد كامل من النزيف الاقتصادي خلق جيلاً من الأطفال اليمنيين لم يعرف الاستقرار المالي أبداً، بينما يحذر الخبراء من أن كل يوم تأخير في إيجاد حل جذري يدفع البلد خطوة أخرى نحو الهاوية الاقتصادية.

المأساة لا تتوقف عند الأرقام، بل تتغلغل في صميم الحياة اليومية لملايين اليمنيين الذين فقدوا القدرة على التخطيط المالي أو حتى شراء احتياجاتهم الأساسية. سالم باشراحيل، التاجر من الحديدة، يعبر عن خوفه: "أصبحت أخاف من السفر بين المحافظات لأن نقودي تفقد نصف قيمتها في الطريق". هذا الواقع المؤلم يهدد بتحويل اليمن إلى أول دولة في التاريخ الحديث تنقسم اقتصادياً إلى دويلات منفصلة، مع توقعات بهجرة جماعية وانهيار اجتماعي شامل إذا لم يتم التدخل العاجل.

بينما تتسارع وتيرة الانهيار الاقتصادي في اليمن، يقف العالم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التحرك الدولي العاجل لإنقاذ 30 مليون إنسان من كارثة اقتصادية محققة، أو مشاهدة أول دولة عربية تموت اقتصادياً وهي ما زالت على قيد الحياة سياسياً. السؤال المؤرق الذي يطرح نفسه: هل سيصحو ضمير العالم قبل أن تتحول مأساة الريال اليمني إلى فصل أسود جديد في تاريخ الكوارث الإنسانية؟

شارك الخبر