الرئيسية / شؤون محلية / صادم: اتفاق التهدئة في حضرموت ينهار خلال ساعة واحدة... هل بدأت حرب النفط الكبرى؟
صادم: اتفاق التهدئة في حضرموت ينهار خلال ساعة واحدة... هل بدأت حرب النفط الكبرى؟

صادم: اتفاق التهدئة في حضرموت ينهار خلال ساعة واحدة... هل بدأت حرب النفط الكبرى؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 05 ديسمبر 2025 الساعة 02:25 مساءاً

في تطور صادم هز أركان الاستقرار في المنطقة، انهار اتفاق التهدئة في حضرموت خلال ساعة واحدة فقط من توقيعه، لتشتعل المواجهات الدامية مجدداً حول أكبر مخزون نفطي في اليمن. في اللحظة التي جفت فيها أحبار التوقيع على الاتفاق، كانت القذائف تنطلق في سماء الهضبة الحضرمية، مهددة بتحويل 70% من احتياطي النفط اليمني إلى ساحة معركة دموية. كل دقيقة تمر تعني المزيد من الدمار والخراب لثروة تعادل احتياطي دولة صغيرة كاملة.

اندلعت المواجهات العنيفة في منطقة عقبة كوه وحكمة والكوه، حيث تردد صدى القصف عبر الوديان الصحراوية كالرعد المدوي. فاطمة العوبثاني، 45 عاماً، أم لخمسة أطفال، تروي لحظات الرعب: "سمعت الانفجارات الأولى وظننت أنها رعد، لكن عندما رأيت الدخان الأسود يتصاعد من المنشآت النفطية، أدركت أن الجحيم قد بدأ من جديد." وصلت تعزيزات عسكرية وقبلية بقيادة الشيخ عمرو بن علي بن حبريش العليي واللواء مبارك أحمد العوبثاني، بينما آلاف العائلات تفر من منازلها حاملة ما تيسر من المتاع.

هذا الصراع ليس مجرد نزاع محلي، بل امتداد للحرب الخفية بين السعودية والإمارات التي تمزق اليمن منذ عقد من الزمن. السيطرة على الثروات النفطية الهائلة في حضرموت أصبحت كلعبة شطرنج إقليمية، حيث تمثل المحافظة الملكة التي يسعى الجميع للسيطرة عليها. د. محمد الحضرمي، خبير الطاقة، يحذر قائلاً: "ما نشهده يشبه سباق القوى العظمى على أفريقيا في القرن التاسع عشر، لكن هذه المرة الجائزة هي النفط الأسود." التوقعات تشير إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط إذا استمر القتال وتضررت المنشآت الحيوية.

تأثير هذا النزاع يتجاوز حدود اليمن ليضرب الحياة اليومية للملايين. ارتفاع أسعار المحروقات بات حتمياً، والنقص في الكهرباء يهدد المستشفيات والمدارس، بينما تلوح في الأفق مخاوف من أزمة غذائية خانقة. خالد بن سالم، 32 عاماً، متطوع في الهلال الأحمر، يخاطر بحياته يومياً لإنقاذ المصابين: "كل يوم أرى دماراً أكبر، وكل ليلة أسأل نفسي: متى ستنتهي هذه المأساة؟" القبائل أعلنت حالة النفير العام، والحكومة تدعو للهدوء، بينما المجتمع الدولي يراقب بقلق متزايد تطور الأحداث.

ساعة واحدة فقط كشفت هشاشة كل محاولات السلام أمام أطماع النفط الجامحة. المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري قبل أن تتحول حضرموت من بوابة الأمل إلى مقبرة الطموحات. السؤال المصيري يبقى معلقاً: كم من الدماء ستسفك قبل أن يدرك الجميع أن النفط قد يكون لعنة وليس نعمة؟ والأهم من ذلك: هل بدأت بالفعل حرب النفط الكبرى التي طالما حذر منها الخبراء؟

شارك الخبر