الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: فجوة صادمة في أسعار الصرف اليمني… الدولار بـ 536 في صنعاء و1629 في عدن!
عاجل: فجوة صادمة في أسعار الصرف اليمني… الدولار بـ 536 في صنعاء و1629 في عدن!

عاجل: فجوة صادمة في أسعار الصرف اليمني… الدولار بـ 536 في صنعاء و1629 في عدن!

نشر: verified icon مروان الظفاري 05 ديسمبر 2025 الساعة 04:05 صباحاً

في تطور اقتصادي صادم يكشف عمق الأزمة اليمنية، سجلت أسعار صرف الدولار الأمريكي فجوة تاريخية مرعبة بين صنعاء وعدن تصل إلى 204%، حيث يُباع الدولار الواحد بـ 536 ريال في صنعاء مقابل 1629 ريال في عدن - فرق يبلغ 1093 ريال يكفي لشراء وجبة كاملة لعائلة في العاصمة. هذا الانقسام النقدي المدمر يحول اليمن عملياً إلى بلدين مختلفين اقتصادياً، مما يثير تساؤلات صادمة حول مصير الملايين من اليمنيين المحاصرين بين نارين اقتصاديتين.

أم محمد، موظفة في صنعاء تحاول إرسال راتبها لعائلتها في عدن، تصف معاناتها اليومية: "راتبي الشهري يذوب في الطريق من صنعاء إلى عدن، ما يكفي لشراء الأدوية هنا لا يكفي لشراء رغيف خبز هناك." الأرقام الرسمية من محلات الصرافة الكريمي والنجم تكشف كارثة حقيقية: بينما يشتري المواطن في صنعاء الدولار بـ 534 ويبيعه بـ 536، يضطر نظيره في عدن لدفع 1620 للشراء و1629 للبيع. سالم الصراف، الذي يعمل في محل النجم، يقول بحسرة: "نرى المعاناة يومياً في عيون الزبائن، أصبحت أصوات الجدال والتنهدات جزءاً من موسيقى المحل اليومية."

جذور هذه الكارثة الاقتصادية تعود إلى عقد كامل من الحرب والانقسام السياسي الذي مزق اليمن إلى كيانات منفصلة، كل منها يدير سياسته النقدية بشكل مستقل. د. عبدالله الاقتصادي، خبير النقد اليمني، يحذر: "هذا الفرق الهائل يجعل الأزمة اليمنية أسوأ من أزمة الكساد العظيم في أمريكا عام 1929." تعدد البنوك المركزية وانقسام السلطة النقدية، إلى جانب الحصار الاقتصادي وتوقف إنتاج النفط، خلق وضعاً سريالياً حيث تبدو صنعاء وعدن وكأنهما بلدان مختلفان تماماً، لكل منهما عملة مختلفة رغم أنهما يستخدمان نفس العملة نظرياً.

التأثير المدمر لهذه الفجوة السعرية يتجاوز الأرقام إلى صميم الحياة اليومية لملايين اليمنيين. العائلات المنقسمة بين المدينتين تجد نفسها أمام معضلة اقتصادية قاسية: التحويلات الأسرية أصبحت مكلفة للغاية، والتخطيط المالي بات مستحيلاً في ظل تقلبات يومية جنونية. أبو علي، تاجر ذكي يستغل فروقات الأسعار للربح، يكشف: "السوق أصبح كالقمار، من يملك المعلومة الأسرع يربح، والخاسر دائماً هو المواطن البسيط." رائحة الأوراق النقدية القديمة وملمس الريالات المتآكلة في محلات الصرافة تحكي قصة عملة تحتضر، بينما الطوابير الطويلة أمام الصرافات تشهد على مأساة شعب محاصر بين نارين اقتصاديتين.

بينما تستمر الأسعار في التقلب يومياً كالبركان النشط، يبقى السؤال الأهم معلقاً في الهواء: إلى متى سيستمر هذا النزيف الاقتصادي الذي يحول كل ريال يمني إلى شاهد على مأساة أمة كاملة؟ المختصون ينصحون المواطنين بالبحث عن بدائل آمنة كالذهب أو العملات الأجنبية المستقرة، لكن الحقيقة المرة تبقى: عقد من الحرب حول اليمن السعيد إلى متاهة اقتصادية قد تستغرق عقوداً أخرى لتجد طريق الخروج منها.

اخر تحديث: 05 ديسمبر 2025 الساعة 03:25 مساءاً
شارك الخبر