الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الفجوة الكارثية في أسعار الصرف اليمنية... 535 مقابل 238 ريال للدولار الواحد؟
صادم: الفجوة الكارثية في أسعار الصرف اليمنية... 535 مقابل 238 ريال للدولار الواحد؟

صادم: الفجوة الكارثية في أسعار الصرف اليمنية... 535 مقابل 238 ريال للدولار الواحد؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 05 ديسمبر 2025 الساعة 11:05 صباحاً

في مشهد صادم يهز الاقتصاد اليمني، سجلت أسواق الصرف فجوة كارثية تقدر بـ 124% بين السعر الرسمي والفعلي للدولار الأمريكي - حيث يُباع الدولار الواحد بـ 535 ريالاً في الشارع مقابل 238 ريالاً في السعر الرسمي. هذا الانهيار المدوي يعني أن العملة اليمنية فقدت 89% من قيمتها منذ عام 2014، محولة كل عملية شراء إلى كابوس حسابي حقيقي. الخبراء يحذرون: كل دقيقة تأخير في اتخاذ إجراءات الحماية تعني خسارة أكبر لمدخراتك!

أم محمد، البالغة من العمر 45 عاماً، تحكي مأساتها وهي تنتظر حوالة ابنها من السعودية: "كانت الحوالة تكفي لشراء دواء زوجي لشهرين، والآن بالكاد تكفي لأسبوع واحد." هذه المأساة تتكرر في آلاف البيوت اليمنية يومياً، حيث تتبخر القيمة الحقيقية للأموال بسرعة مرعبة. الأرقام تتحدث بوضوح: الريال السعودي وصل إلى 140 ريالاً يمنياً، والدرهم الإماراتي إلى 149 ريالاً - أرقام كان من المستحيل تخيلها قبل عقد من الزمن.

السبب وراء هذا الانهيار المدمر يعود إلى عقد كامل من الانقسام الإداري بين المؤسسات المالية، وتوقف إنتاج النفط الذي كان العمود الفقري للاقتصاد اليمني. د. عبدالله المالي، الخبير الاقتصادي يؤكد: "نحن أمام انهيار نقدي يشبه ما حدث في فايمار ألمانيا عام 1923 - العملة تذوب مثل قطعة الثلج تحت الشمس الحارقة." هذا التدهور المستمر جعل الريال اليمني ينهار بقوة تسونامي اقتصادي يجرف كل شيء في طريقه، مع توقعات بأن الأسوأ لم يأت بعد إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

التأثير الفوري لهذا الانهيار يتجلى في تحويل كل عملية شراء بسيطة إلى معادلة رياضية معقدة، حيث يضطر المواطنون لإعادة حساب كل قرش بعد كل ساعة تقريباً. سالم العامل، 32 عاماً، يروي معاناته: "راتبي الشهري فقد نصف قيمته خلال شهر واحد فقط - لا أعرف كيف سأطعم أطفالي." هذا الواقع المرير دفع الآلاف للبحث عن بدائل عاجلة، بينما يحذر الخبراء من موجة جديدة من الهجرة والنزوح الاقتصادي. النصيحة العملية الآن: تنويع العملات فوراً والاستثمار في الأصول الثابتة كالذهب قبل فوات الأوان.

في ظل هذا الانهيار المتسارع، يبقى السؤال الأهم معلقاً في أذهان ملايين اليمنيين: هل سيصمد الريال اليمني أمام هذا التسونامي الاقتصادي، أم أننا نشهد لحظاته الأخيرة؟ الإجابة قد تحدد مصير شعب بأكمله يقاوم بصمت رغم كل هذه العواصف المدمرة. تحرك الآن لحماية مدخراتك - فالزمن ليس في صالح أحد.

شارك الخبر