في تطور صادم يهز أروقة واشنطن، يحاصر 37 مشرعاً أمريكياً الرئيس السابق دونالد ترامب بسؤال واحد محرج: ماذا قلت لولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن جمال خاشقجي؟ مكالمة هاتفية واحدة مدتها دقائق، تمت في عام 2019، قد تكشف أكبر فضيحة سياسية في العلاقات الأمريكية-السعودية. بعد 5 سنوات من الصمت المريب، الضغط يتزايد لكشف الحقيقة المدفونة في خزائن الأمن القومي، والسؤال المؤرق: هل ستخرج الحقيقة للنور قبل فوات الأوان؟
في مطالبة غير مسبوقة تحمل رائحة الفضيحة، وجه المشرعون الديمقراطيون رسالة صاعقة لترامب قائلين: "الأمريكيون يملكون الحق في الحصول على إجابات بخصوص اتصالاتك مع ولي العهد". النائب يوجين فيندمان، الذي كان مستشاراً قانونياً لمجلس الأمن القومي وقت المكالمة، يؤكد أنه راجع نص المكالمة بنفسه - لكنه يرفض الكشف عن محتواها. سارة جونز، الصحفية الشجاعة التي واجهت ترامب بأسئلة صعبة حول القضية، تعرضت لإهانات علنية وصفها بـ"الخنزيرة"، في مشهد يذكر بمحاولات إسكات الأصوات المطالبة بالحقيقة.
القصة تعود لعام 2018، عندما اهتز العالم بمقتل الصحفي جمال خاشقجي في ظروف مريبة داخل القنصلية السعودية بإسطنبول. كشفت تحقيقات المخابرات الأمريكية عن دور ولي العهد السعودي، لكن ترامب تجاهل هذه التقارير واستمر في الدفاع عن العلاقات مع الرياض. صفقات الأسلحة بقيمة 110 مليار دولار كانت على المحك، والمصالح النفطية أهم من دماء صحفي واحد. مثل فضيحة ووترغيت، تكشف هذه القضية عن احتمال وجود تسجيلات سرية قد تغير مجرى التاريخ، والمكالمة السرية أصبحت كصندوق أسود لطائرة محطمة - الجميع يعرف أنها تحتوي على الحقيقة لكن لا أحد يريد فتحها.
هتون خاشقجي، خطيبة الصحفي المقتول، تنتظر العدالة منذ 6 سنوات وتعيش في خوف دائم، بينما أحمد المالكي، صحفي سعودي في المنفى، يخشى نفس المصير. التأثير لا يقتصر على الضحايا المباشرين - الصحفيون العرب يعيشون في قلق متزايد، والمعارضون السعوديون يترقبون بحذر شديد. د. مايكل روس، محلل الشرق الأوسط، يحذر من خطورة إخفاء تفاصيل العلاقات مع أنظمة قمعية، مؤكداً أن الصمت يشجع على المزيد من الانتهاكات. انتشار المطالب بكشف الحقيقة كنار في هشيم، والضغوط تتراكم كبركان على وشك الانفجار.
المعركة لكشف الحقيقة لا تزال في بدايتها، و37 مشرع - عدد يفوق سكان قرية صغيرة - يرفضون دفن العدالة في خزائن السرية. فرصة تاريخية للمحاسبة تلوح في الأفق، أم أن المصالح السياسية ستدفن الحقيقة مرة أخرى؟ على المواطنين الضغط لكشف الحقيقة وعدم السماح بإفلات القتلة من العقاب. السؤال الذي يؤرق واشنطن والعالم: ما الذي قاله ترامط حقاً لبن سلمان عن خاشقجي؟ وهل سنعرف الحقيقة يوماً، أم ستبقى مدفونة إلى الأبد في ظلام المصالح السياسية؟