في تطور صادم هز أوساط مربي الإبل، ضُبط مواطن سعودي وهو يرعى قطيعه المكون من 11 ناقة في محمية الإمام عبدالعزيز الملكية المحظور الرعي فيها، ليواجه غرامة قاسية قدرها 5,500 ريال - مبلغ يعادل راتب شهرين كاملين لموظف متوسط. الخبراء يحذرون: آلاف الرعاة مهددون بمصير مماثل إذا لم يتعلموا حدود المحميات الجديدة التي تطبق بصرامة غير مسبوقة.

وقعت المداهمة المفاجئة عندما رصدت القوات الخاصة للأمن البيئي القطيع ينتشر في أراضي المحمية الخضراء، حيث وقف الراعي مذهولاً أمام الضباط وهو يشاهد هدير الإبل الجائعة يختلط بأصوات سيارات الأمن البيئي. فهد النوري، مربي إبل مجاور شاهد عملية الضبط، يصف المشهد قائلاً: "كان الراعي في صدمة حقيقية، لم يدرك أنه يخالف القانون." تطبق السلطات غرامة 500 ريال لكل ناقة - مبلغ يتجاوز سعر كيلو اللحم الطازج بـ20 مرة.

تأتي هذه الحادثة في إطار تطبيق صارم لنظام البيئة الجديد ضمن رؤية 2030 البيئية، حيث تواجه المملكة تحديات متزايدة بسبب تدهور المراعي الطبيعية وزيادة أعداد الثروة الحيوانية. د. سعد العتيبي، خبير البيئة السعودي، يؤكد أن "هذه الإجراءات ضرورية لحماية التراث الطبيعي من الاندثار، تماماً كما حدث في أستراليا وبعض الدول الأفريقية." ويتوقع الخبراء زيادة حالات الضبط المماثلة خلال موسم الرعي القادم.

يواجه مربو الإبل اليوم واقعاً جديداً قد يغير طريقة حياتهم التقليدية، حيث أدت هذه المخالفات إلى زيادة أسعار منتجات الإبل وإجبار الرعاة على البحث عن مراعي بديلة مرخصة. عبدالله البدوي، راعي خمسيني من المنطقة، يعبر عن قلقه قائلاً: "فقدنا مصدر رزقنا الوحيد بسبب جهلنا بحدود المحمية الجديدة." بينما يرحب دعاة البيئة بهذه الإجراءات، يبدو القلق واضحاً في أوساط مربي الإبل التقليديين الذين يخشون من اختفاء مهنتهم العريقة.

مع دخول المملكة عصراً جديداً من الرعي المستدام والمحميات الذكية، تدعو السلطات جميع المربين للتحقق من حدود المحميات والحصول على التراخيص اللازمة عبر الأرقام المخصصة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصبح تربية الإبل التقليدية من الماضي، أم ستتكيف مع قوانين البيئة الجديدة التي تحمي تراث الأجيال القادمة؟