في تطور صادم هز مجتمع المتقاعدين السعوديين، انتشرت شائعة كالنار في الهشيم حول زيادة 700 ريال على المعاشات الشهرية، لتحطم المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية هذا الحلم ببيان رسمي قاطع نفى وجود أي زيادات جديدة. 700 ريال شهرياً تعني 8,400 ريال سنوياً - مبلغ يكفي لتغطية فواتير الكهرباء لعام كامل أو أدوية ستة أشهر لمريض السكري، وهو ما جعل الصدمة أكبر عندما اكتشف آلاف المتقاعدين أن آمالهم كانت مجرد وهم مدمر.
انتشرت الشائعة خلال ساعات قليلة عبر مجموعات الواتساب ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث تداولها المتقاعدون بفرحة غامرة قبل أن تسقط آمالهم بقسوة. "لم يصدر أي قرار رسمي أو توجيه ملكي بخصوص زيادات جديدة" - هكذا قطعت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الشك باليقين في بيان واضح. أبو عبدالله، متقاعد يبلغ من العمر 67 عاماً من قطاع التعليم، اتصل بأبنائه مبشراً بالزيادة ليكتشف لاحقاً أنها مجرد وهم كسر قلبه: "ظننت أن الله استجاب دعائي، لكنها كانت مجرد شائعة قاسية".
ليست المرة الأولى التي تجتاح فيها شائعات الزيادات الوهمية مجتمع المتقاعدين، فقد تكررت هذه السيناريوهات دورياً مستغلة أمل المتقاعدين في تحسين أوضاعهم المالية في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة. اعتماد آلاف الأسر على هذه المعاشات كمصدر دخل وحيد، وسرعة انتشار المعلومات على وسائل التواصل، خلقا بيئة خصبة لنمو مثل هذه الشائعات المدمرة. د. محمد الغامدي، خبير التأمينات الاجتماعية، حذر مراراً من هذه الظاهرة مؤكداً أن "أي زيادة حقيقية ستُعلن رسمياً عبر القنوات المعتمدة وليس عبر الرسائل المتداولة".
في بيوت المتقاعدين، أعادت الأسر ترتيب خططها المالية بعد انهيار الحلم، وألغى البعض مشترياتهم المؤجلة التي كانوا يحلمون بتمويلها من الزيادة الوهمية. أم فهد، أرملة تبلغ 58 عاماً وتعيش على معاش زوجها المتوفى، كانت تحلم بـ700 ريال إضافية لتساعد في تكاليف الدواء: "كنت أحسب كيف سأوزع المبلغ على احتياجاتي، والآن أشعر بخيبة أمل كبيرة". بينما يؤكد الخبراء أن هذه الحادثة قد تكون فرصة ذهبية لتعزيز الوعي بأهمية التحقق من المصادر الرسمية، خاصة تطبيق "تأميناتي" والموقع الرسمي للمؤسسة.
الحقيقة الصادمة هي أن 700 ريال وهمية كشفت حاجة حقيقية لزيادات، وشائعة واحدة أظهرت خطورة المعلومات المضللة على نفسيات الناس. المستقبل قد يحمل أملاً في زيادات حقيقية، لكنه يتطلب صبراً والاعتماد على القنوات الرسمية فقط. تحقق دائماً من المصادر الموثوقة قبل أن تبني آمالك على أخبار غير مؤكدة. في عالم مليء بالشائعات، هل ستختار الحقيقة المؤلمة أم الوهم المدمر؟