في مشهد صادم هز أوساط التعليم بالرياض، تحولت بوابة إحدى المدارس إلى ساحة قتال عنيفة شارك فيها 8 أشخاص في شجار جماعي وسط ذهول الطلاب وأولياء الأمور. الحادث الذي وقع في عز النهار أمام عيون الأطفال، تم توثيقه ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي، ليضع علامة استفهام كبيرة حول أمان البيئة التعليمية التي نأتمنها على فلذات أكبادنا.
انتشر المقطع المصور كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مظهراً مشهداً مروعاً من العنف والفوضى أمام بوابة المدرسة. أم سارة، إحدى أولياء الأمور، تروي صدمتها: "شاهدت الفيديو وأصابني الذعر، كيف يمكن أن يحدث هذا أمام مدرسة أطفالنا؟" وأضافت وهي تكافح الدموع: "ابنتي تدرس في مدرسة قريبة، والآن أخاف عليها كل يوم." النقيب أحمد المطيري، الذي قاد عملية الضبط السريعة، أكد أن الأجهزة الأمنية تحركت فوراً لضبط جميع المتورطين وإحالتهم للجهات المختصة.
هذا الحادث ليس معزولاً، بل يأتي ضمن سلسلة من حوادث العنف المجتمعي التي تشهدها المملكة والتي يتم توثيقها ونشرها على وسائل التواصل. د. عبدالله الغامدي، خبير الأمن المجتمعي، يحذر: "نشهد تزايداً مقلقاً في هذه الحوادث، خاصة تلك التي تقع أمام المؤسسات التعليمية." ويضيف أن ضغوط الحياة العصرية وسهولة النشر على وسائل التواصل تسهم في تفاقم هذه الظاهرة. الحادث يذكرنا بحوادث الشجار في المدارس الأمريكية، لكن دون استخدام أسلحة، مما يعطي بارقة أمل في إمكانية السيطرة على الوضع.
تداعيات الحادث لم تقتصر على المتورطين فحسب، بل امتدت لتشمل المجتمع التعليمي بأكمله. طالب ثانوي شهد الحادث يقول: "كان مشهداً مخيفاً، سمعنا أصوات الصراخ والعراك، وتجمد الجميع من الخوف." أولياء الأمور يطالبون الآن بتشديد إجراءات الأمن حول المدارس، بينما تدرس الجهات التعليمية مراجعة بروتوكولات الأمن المدرسي. والأخطر من ذلك، أن شرطة الرياض تلاحق الآن الشخص الذي وثق ونشر المقطع لمخالفته نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، مما يرسل رسالة واضحة: التصوير والنشر غير المسؤول جريمة يعاقب عليها القانون.
بينما تم ضبط جميع المتورطين وإحالتهم للقضاء، يبقى السؤال الأهم معلقاً: هل ستصبح مدارسنا آمنة بما فيه الكفاية لأطفالنا؟ الخبراء يؤكدون أن الحل يكمن في تضافر جهود المجتمع والجهات الأمنية والتعليمية لضمان بيئة تعليمية آمنة. وإلى أن يتحقق ذلك، يبقى القلق يساور قلوب الآباء والأمهات كلما ودعوا أطفالهم عند بوابات المدارس كل صباح.