205% - هذا هو الفارق الصادم في سعر جرام الذهب بين مدينتين يمنيتين! في تطور مثير للدهشة بالنسبة للمراقبين والمتعاملين بالذهب، بات بإمكان المرء في اليمن اليوم شراء ثلاثة جرامات ذهب بسعر جرام واحد فقط!
خلال 24 ساعة فقط، قد تفقد أو تربح ثروة كاملة في سوق الذهب اليمني. إمكانيات الثراء أو الكارثة تعتمد على قرارات الشراء والبيع في ظل هذه الأسعار.
تشهد الأسواق اليمنية انقسامًا حادًا غير مسبوق في أسعار الذهب، حيث ارتفعت الأسعار في عدن إلى مستويات خيالية مقارنة بصنعاء، مما يشير إلى انقسام سوق الذهب اليمني إلى اقتصادين منفصلين تمامًا. على سبيل المثال، جرام الذهب عيار 21 يباع بحوالي 182 ألف ريال في عدن، بينما لا يتعدى 59.5 ألف ريال في صنعاء. فارق يتجاوز المليون ريال للجنيه الذهبي الواحد.
وصف أحد تجار الذهب في عدن قائلًا: "لم نشهد في تاريخ التجارة اليمنية فوارق بهذا الحجم". الإغلاق المؤقت لبعض المحلات وهروب رؤوس الأموال تترافق مع مشاهد دموع في عيون المتسوقين من عدم القدرة على الشراء.
تُعزى هذه الفوارق السعرية إلى تداعيات الصراع السياسي المستمر في اليمن منذ أكثر من عشر سنوات، والتي أدت إلى انقسام البنك المركزي وتباين السياسات الاقتصادية بين الأطراف المسيطرة. كل ذلك يُذكر بأزمات سابقة في لبنان وفنزويلا، لكن اليمن يعاني من فوارق أكبر بأضعاف، مما جعله في مرمى التحذيرات من انهيار اقتصادي شامل.
ويحذر الخبراء من بقاء الأمور على حالها، والتي قد تؤدي إلى كارثة اقتصادية حقيقية.
التأثيرات السلبية تطال الحياة اليومية للمواطنين، حيث يعجز الكثير منهم عن شراء الذهب لمناسباتهم الخاصة، مما يؤدي إلى تآكل قيمة المدخرات. المخاطر على المستثمرين العاديين تتزايد، بينما فرص الربح تبقى قائمة لمن يملك وسيلة نقل آمنة. تتصاعد ردود الأفعال المتباينة بين غضب المواطنين وطمع المضاربين وقلق التجار.
بينما يتساءل آخرون: هل سيتحول اليمن إلى دولة بسوقين منفصلين تمامًا لنفس السلعة؟
طريق اليمن للخروج من هذا الانقسام الاقتصادي يتمثل في إعادة توحيد السياسات النقدية، وإلا فإن المستقبل يبدو مجهولا وخطيرًا. هل اليمن قادر على فعل ذلك قبل فوات الأوان؟