في تطور صادم هز أسواق الذهب السعودية، سجلت أسعار المعدن النفيس قفزة تاريخية غير مسبوقة اليوم الخميس، حيث تجاوز سعر الجرام عيار 24 حاجز الـ 480 ريال لأول مرة في تاريخ المملكة. أوقية واحدة من الذهب اليوم تساوي راتب موظف حكومي لمدة شهرين كاملين - رقم يثير الذهول ويضع المستثمرين أمام لحظة حاسمة. كل ثانية تأخير في اتخاذ القرار قد تكلفك مئات الريالات إضافية، في ظل توقعات الخبراء بمزيد من الارتفاعات الجنونية.
شهدت تعاملات اليوم ارتفاعاً متزامناً عبر جميع عيارات الذهب، حيث قفز سعر الجرام عيار 24 إلى 480.31 ريال، بينما وصل عيار 22 إلى 440.29 ريال، وعيار 21 إلى 420.27 ريال. "محمد العتيبي، صائغ في حي الملز، يصف المشهد: الزبائن في حالة صدمة حقيقية، البعض يبيع مجوهراته القديمة بأرباح خيالية والآخرون ينتظرون في ترقب مخيف". الأوقية العالمية التي تجاوزت 4078 دولار انعكست على السوق المحلي بقيمة فلكية تبلغ 14,937 ريال سعودي.
هذا الارتفاع الصاروخي لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة عاصفة مثالية من العوامل العالمية تضمنت تقلبات أسعار الفائدة الدولية وهروب المستثمرين من الدولار الأمريكي إلى الملاذات الآمنة. مشاهد تذكرنا بأزمة 2008 المالية عندما تضاعفت أسعار الذهب في أشهر قليلة، حيث هرب المستثمرون إلى الذهب كالعطشان إلى الماء. د. أحمد الصراف، محلل الأسواق المالية، يؤكد: "هذا الارتفاع مجرد البداية، والمؤشرات تقول أن الأسعار مرشحة لمستويات لم نشهدها من قبل".
الواقع المرير أن العروس التي كانت تحلم بطقم ذهب بـ 10,000 ريال، تحتاج الآن 12,000 ريال على الأقل، في حين أن فاطمة الأحمدي، ربة بيت من الرياض، تروي معاناتها: "كنت أخطط لشراء طقم ذهب لابنتي لكن الارتفاع المفاجئ جعل الحلم بعيد المنال تماماً". على النقيض تماماً، يحتفل سعد المالكي، مستثمر ذكي اشترى 100 جرام الأسبوع الماضي، بأرباح تزيد عن 2000 ريال في أسبوع واحد. هذه القفزة الجنونية تعيد تشكيل الميزانيات العائلية وتجبر المواطنين على إعادة النظر في قراراتهم المالية.
يوم تاريخي شهد قفزة جنونية غيرت وجه سوق الذهب السعودي إلى الأبد. المؤشرات تقول أن هذا مجرد البداية وأن القادم أكبر بكثير مما نتوقع. في ظل هذا الجنون السعري، عليك أن تراقب الأسواق بعين الصقر، وتدرس خياراتك بحكمة المحارب، وتتخذ قرارك قبل فوات الأوان. السؤال الذي يحرق الألسنة الآن: هل ستكون من المستفيدين من هذا التسونامي الذهبي أم من ضحاياه المسحوقين؟