شهدت أسواق الصرف اليوم فجوة تاريخية بين أسعار الريال اليمني حيث سجل 300% فارق في سعر العملة بين صنعاء وعدن. فقد أظهرت الإحصائيات أن الدولار الأمريكي يساوي 534 ريالاً في صنعاء بينما يرتفع إلى 1629 ريالاً في عدن، مما يعكس انهيار اقتصادي تاريخي.
في صنعاء، كانت تعاملات السوق أكثر استقراراً حيث تراوحت أسعار الدولار بين 534 للشراء و536 للبيع، في حين كانت الريال السعودي يقدر بـ 139.8 للشراء و140.2 للبيع. على الجانب الآخر، كانت الأرقام فاجعة في عدن مع وصول سعر الدولار إلى 1617 للشراء و1629 للبيع، أما الريال السعودي فقد بلغ 425 للشراء و427 للبيع. "هذا ليس تذبذباً عادياً، بل انهيار حقيقي للاقتصاد"، قال خبير اقتصادي، واصفاً الوضع بالقوة الزلزالية التي تهدد الاقتصاد كل يوم.
يمثل هذا التفاوت انعكاساً للانقسام السياسي والاقتصادي بين الشمال والجنوب، حيث تتضارب السياسات النقدية ويعاني السوق من نقص حاد في السيولة. يشبه الوضع ما شهدته لبنان عام 2019 لكن مع تأثيرات أشد وطأة. "الوضع مؤهل للانفجار إن لم يتم التدخل العاجل"، يحذر الخبراء، بينما يستمر المواطن اليمني في معايشة كابوس اقتصادي يومي.
هذا الفارق في أسعار العملة لا يعني فقط معاناة الشعب اليمني من نقص القدرة الشرائية التي فقدت 70% من قوتها الشهرية، بل يهدد بموجة هجرة جماعية جديدة. خطر انهيار اجتماعي وشيك، والناس يشعرون بالغضب من الصمت الرسمي. أحمد محمد، موظف حكومي في عدن، يعاني من أن راتبه الشهري لا يساوي 100 دولار بأسعار اليوم. مقابل ذلك، فاطمة علي، تاجرة صغيرة في صنعاء، تحافظ على تجارتها رغم الظروف الصعبة، ما يعكس الفرق الشاسع بين حياة المواطنين في المدينتين.
فجوة 300% في أسعار العملة تعكس عمق الأزمة في اليمن وتشير إلى مواجهة احتمال تقسيم اقتصادي دائم إن لم يتم إيجاد حلول جذرية. السؤال الأهم: "إلى متى سيصمد الشعب اليمني أمام هذا النزيف الاقتصادي المستمر؟" الحاجة ماسة لتدخل دولي عاجل لإنقاذ الوضع من الانهيار الكامل.
