الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار بـ 1617 في عدن و534 في صنعاء اليوم - الفارق الجنوني يضرب الجيوب!
صادم: الدولار بـ 1617 في عدن و534 في صنعاء اليوم - الفارق الجنوني يضرب الجيوب!

صادم: الدولار بـ 1617 في عدن و534 في صنعاء اليوم - الفارق الجنوني يضرب الجيوب!

نشر: verified icon مروان الظفاري 16 نوفمبر 2025 الساعة 03:20 مساءاً

في صدمة اقتصادية حقيقية تهز أركان اليمن، سجل سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم فارقاً جنونياً وصل إلى 1083 ريال يمني بين العاصمة عدن وصنعاء، حيث وصل سعر الشراء في عدن إلى 1617 ريالاً مقابل 534 ريالاً فقط في صنعاء. هذا التباين المروع، الذي يتجاوز 300%، يضع اليمن في موقف فريد كونه الدولة الوحيدة في العالم التي تملك عملة واحدة بثلاثة أسعار مختلفة، مما يعني أن كل دقيقة تمر تحمل خسائر مالية مدمرة لملايين اليمنيين.

أحمد السالمي، موظف يمني يعمل في دولة الخليج، يروي مأساته: "أرسل راتبي البالغ 1000 دولار لأسرتي في صنعاء، لكنهم يحصلون على 534 ألف ريال فقط، بينما لو كانوا في عدن لحصلوا على 1.6 مليون ريال". هذا المشهد المؤلم يتكرر يومياً في بيوت آلاف العائلات اليمنية، حيث تشهد أسواق الصرافة في عدن حركة محمومة من المتداولين الذين يحاولون الاستفادة من هذا التباين الجنوني. الدكتور محمد الحوثي، محافظ البنك المركزي في عدن, يواصل معركته الشرسة ضد المضاربين المدمرين، مؤكداً أن الإجراءات المشددة ستستمر للحفاظ على استقرار العملة الوطنية.

هذا الانقسام النقدي المدمر ليس وليد اليوم، بل نتيجة مباشرة لتداعيات الحرب الأهلية التي شطرت اليمن إلى منطقتين اقتصاديتين متناحرتين. كما حدث في ألمانيا الشرقية والغربية، أصبح اليمن دولة واحدة بنظامين نقديين مختلفين تماماً. الدكتور عبدالرحمن القدسي، الخبير الاقتصادي اليمني، يحذر من كارثة وشيكة: "هذا التباين الجنوني يهدد بانهيار اقتصادي شامل، فالفجوة تتسع يومياً والمواطن هو الضحية الأكبر". إن مقارنة بسيطة تكشف حجم المأساة: فرق السعر البالغ 1083 ريال يساوي راتب موظف حكومي كامل في اليمن، مما يعني أن العملة تنقسم بسرعة البرق بين شمال وجنوب البلاد.

فاطمة محمد، تاجرة في سوق الثورة بصنعاء، تصف معاناتها اليومية: "كل صباح أفتح محلي وأنا لا أعرف بكم سأبيع أو أشتري، الأسعار تتغير كالجنون والناس تئن من الغلاء". هذا التذبذب المروع يضرب الحياة اليومية في مقتل، حيث ترتفع أسعار الأدوية والمواد الأساسية بشكل جنوني، ويفقد المواطنون ثقتهم في العملة الوطنية. التحويلات المالية من الخارج، شريان الحياة للعائلات اليمنية، تواجه كابوساً حقيقياً، فالمرسل يدفع بالدولار والمستلم يحصل على ريالات أقل بثلاثة أضعاف حسب موقعه الجغرافي. السيناريوهات المستقبلية مرعبة: إما انهيار كامل للعملة في إحدى المنطقتين، أو استمرار هذا التدهور التدريجي الذي ينهش في جيوب الفقراء والمحتاجين.

اليمن اليوم يقف على حافة هاوية اقتصادية حقيقية، والأرقام الصادمة تتحدث بوضوح: تباين 300% في سعر العملة الواحدة، مما يعكس عمق الأزمة الوطنية. على المجتمع الدولي التدخل السريع قبل أن ينهار النظام النقدي بالكامل، لأن الوقت ينفد والمعاناة تتفاقم يومياً. السؤال المصيري الذي يحتاج إجابة عاجلة: متى سيتوحد اليمن اقتصادياً قبل أن ينهار نقدياً بشكل لا رجعة فيه؟

اخر تحديث: 16 نوفمبر 2025 الساعة 05:25 مساءاً
شارك الخبر